قال ريتشارد مور، رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني (MI6)، إنَّ الحرب الروسية في أوكرانيا "جزء من حملة تخريب روسية متهورة بشكل مذهل تستهدف أوروبا"؛ حسب تعبيره.
واتهم رئيس وكالة الاستخبارات البريطانية، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحلفاءه بـ"إثارة الخوف بشأن عواقب مساعدة أوكرانيا"، مشيرًا إلى أنَّ سقوط أوكرانيا من شأنه أن يشجع أعداء الغرب. كما نقلت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.
وقال مور، خلال كلمة ألقاها في السفارة البريطانية في باريس، اليوم الجمعة: "أمننا -البريطاني والفرنسي والأوروبي والأطلسي- سوف يتعرض للخطر"، مضيفًا أنَّ الدول الغربية ليس لديها خيار سوى دعم الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية.
وأضاف: "تكلفة دعم أوكرانيا معروفة جيدًا، لكن تكلفة عدم القيام بذلك ستكون أعلى بكثير".
وتابع رئيس الاستخبارات البريطانية: "إذا نجح بوتين، فإن الصين سوف تدرس العواقب، وسوف تكتسب كوريا الشمالية المزيد من الجرأة، وسوف تصبح إيران أكثر خطورة".
على المحك
يشتبه مسؤولون أمنيون غربيون في أنَّ الاستخبارات الروسية تحاول زعزعة استقرار حلفاء أوكرانيا بمجموعة من التكتيكات التخريبية، من بينها التضليل والتخريب والحرق العمد.
ووفق "يورونيوز"، ربطت الحكومات الغربية بين موسكو وعدد من الخطط والهجمات، بما في ذلك مؤامرة مزعومة لحرق شركات مملوكة لأوكرانيا في لندن، وأجهزة حارقة عُثر عليها في طرود على متن طائرات شحن.
وفي يوليو، اشتعلت النيران في واحدة منها في مركز للبريد السريع في ألمانيا، بينما اشتعلت النيران في أخرى في مستودع بإنجلترا.
وكان "مور" يتحدث إلى جانب رئيس جهاز المخابرات الفرنسي نيكولاس ليرنر في فعالية بمناسبة مرور 120 عامًا على الاتفاق الودي بين البلدين، والذي ربط البلدين المتنافسين منذ زمن بعيد كحليفين عسكريين ودبلوماسيين.
وقال "مور" إن بريطانيا وفرنسا "متحدتان وثابتتان في تصميمهما على دعم أوكرانيا، مهما كان الأمر، من أجل هزيمة حرب العدوان الروسية، وحماية الأمن الأوروبي والنظام الدولي"، وأضاف: "كشفنا مؤخرًا عن حملة تخريب روسية متهورة بشكل مذهل في أوروبا، حتى في الوقت الذي يلجأ فيه بوتين وأتباعه إلى التهديد بالأسلحة النووية لبثِّ الخوف بشأن عواقب مساعدة أوكرانيا".
كما تناول مور عمله مع إدارة ترامب الأولى لتعزيز الجهود الأمنية، وقال إنه يتطلع "إلى القيام بذلك مرة أخرى"، مستشهدًا بالتعاون في مجال التكنولوجيا والدفاع.
ويشعر بعض المسؤولين الأوروبيين بالقلق بشأن ما يعنيه جدول أعمال ترامب "أمريكا أولًا" للعلاقات عبر الأطلسي، لكن مور -الذي ورد اسمه كخيار محتمل لمنصب السفير البريطاني في واشنطن- قال إنَّه واثق من قوة الروابط.
وقال: "لقد عمل تحالف الاستخبارات بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على مدى عقود من الزمن على جعل مجتمعاتنا أكثر أمانًا.. لقد عملت بنجاح مع إدارة ترامب الأولى لتعزيز أمننا المشترك وأتطلع إلى القيام بذلك مرة أخرى".
وأضاف "إن قوتنا الجماعية، كحلفاء، سوف تتفوق على محور العدوان المُفلِس أخلاقيًا الذي يتزعمه بوتين، وتستمر لفترة أطول".
واتفق ليرنر مع مور على أن "الأمن الجماعي لأوروبا بأكملها على المحك" في أوكرانيا.
وقال إن خبرة المملكة المتحدة في التعامل مع روسيا في أعقاب هجمات مثل التسمم بغاز "نوفيتشوك" في "سالزبوري" عام 2018 كانت "لا تقدر بثمن".
كر وفر
الخميس، جدد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته قريبًا جو بايدن، دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا في أعقاب الضربات الجوية الروسية هذا الأسبوع، في الوقت الذي تخطط فيه موسكو لشنِّ هجمات إضافية ضد "مراكز صنع القرار" في أوكرانيا، من بين منشآت أخرى.
كما تعهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا بسرعة، لكنه لم يكشف عن تفاصيل حول كيفية تحقيق ذلك، فيما تحدث كلٌ من بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشكل إيجابي عن ترامب بعد انتخابه هذا الشهر.
في الوقت نفسه، أظهر الجيش الروسي ردًّا عنيفًا على هجمات أوكرانيا بأسلحة غربية بعيدة المدى طالت الأراضي الروسية، وانقطع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف، مهددًا بشنِّ هجمات على المباني الحكومية في كييف، في حال توسع أوكرانيا في استخدام تلك الصواريخ.
وأعلنت أوكرانيا عن غارات جوية روسية واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد مرة أخرى، والهدف الرئيسي منها البنية التحتية للطاقة، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.
وقال الرئيس الروسي، خلال زيارة عاصمة كازاخستان "أستانا"، إنَّ الهجمات جاءت ردًّا على الهجمات الأوكرانية بأسلحة من الولايات المتحدة وبريطانيا، موضحًا: "نفذنا ضربات شاملة، وتم ضرب 117 هدفًا بـ 90 صاروخًا و100 طائرة مُسيّرة".
في الوقت نفسه، تواجه أوكرانيا أزمة بشرية كبيرة، ودعت إدارة بايدن إلى خفض الحد الأدنى لسن التعبئة للخدمة العسكرية في أوكرانيا من 25 إلى 18 عامًا.
وقال مسؤول أمريكي كبير، أول أمس الأربعاء، إنَّ أوكرانيا تواجه مشكلة تجنيد وجودية، والحقيقة البسيطة هي أن أوكرانيا لا تقوم حاليًا بتعبئة أو تدريب عدد كافٍ من الجنود لتعويض خسائرها في ساحة المعركة مع مواكبة الجيش الروسي المتنامي"، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز".
وردًّا على سؤال حول ما تعتبره واشنطن الحد الأدنى المناسب لسن التجنيد، أجاب المسؤول نعتقد أنه من المنطقي بالنسبة لهم أنْ يفكروا في خفض سن التجنيد إلى 18 عامًا.