أدى قصف روسي على البنية التحتية للطاقة في غرب أوكرانيا، فجر اليوم الخميس، إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من مليون شخص، وفقًا لمسؤولين محليين.
ويأتي استهداف شبكة الكهرباء بالتزامن مع تفاقم الطقس البارد، ويرى المسؤولون الأوكرانيون والمحللون الغربيون أنَّ روسيا تستخدم هذه التكتيك عمدًا.
وانطلقت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في وقت متأخر من ليلة الأربعاء، واستمرت لأكثر من تسع ساعات، ولجأ الناس في جميع أنحاء البلاد إلى الملاجئ ومحطات المترو وحتى حماماتهم الخاصة، منتظرين انتهاء القصف.
ووفقًا لـ"إن بي سي نيوز" الأمريكية، قالت فاليريا جرينشوك، 24 عامًا، وهي خبيرة تجميل في مدينة لوتسك، الواقعة شمال غربي أوكرانيا: "كانت الساعة نحو السادسة صباحًا.. كنت نائمة وسمعت انفجارًا قويًا جدًا ".
وأضافت: "ركضت إلى الممر وسمعت على الفور انفجارين آخرين، وفي هذه اللحظة انقطع التيار الكهربائي.. لم أستطع رؤية ما كان على الأخبار، لذا لم أكن أعرف ماذا أتوقع".
تمتلك فاليريا موقد غاز، تقول إنها اعتادت عليه قليلاً (للتدفئة)، لكنها تصف الظروف بأنها "غير مريحة للغاية".
ووفقًا للشبكة الأمريكية، قال مسؤولون إنَّ هذا هو الهجوم الحادي عشر الذي تشنُّه روسيا على قطاع الطاقة في أوكرانيا هذا العام. ووصف الرئيس فولوديمير زيلينسكي الهجوم بأنه "تصعيد حقير للغاية للتكتيكات الروسية".
وفي تشيركاسي، ذكرت إيلينا بوندارينكو (52 عامًا)، أنَّها عانت من ليلة دوت فيها صفارات الإنذار وزنين الطائرات بدون طيار، قائلة: "لا يمكنك النوم وأنت تستمع إلى كل صوت وتراقب الأخبار.. كان الأمر مخيفًا وغير سار".
وأضافت أنها عانت وزوجها من انقطاع التيار الكهربائي من قبل، لكنهما واجها ساعات أخرى بدون كهرباء.
تابعت: "من الصعب أن تعيش على هذا النحو.. إنه يدمر حياتك كلها، وأي خطط تضعها، كل ما يحدث الآن مفجع وفظيع".
ووفقًا لحاكم الإقليم ماكسين كوزيتسكي، انقطع التيار الكهربائي عن أكثر من 500 ألف منزل في منطقة لفيف، بسبب الهجوم.
وقال حاكم ريفنا، أوليكساندر كوفال، إنَّ الضربة أدت أيضًا إلى قطع التيار الكهربائي عن أكثر من 280 ألف منزل في المنطقة، وفقًا لوكالة "أسوشيتد برس".
وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، في وقت مبكر من أمس الخميس: "قدم قائد القوات الجوية، إلى جانب وزيري الداخلية والطاقة، تقارير بشأن عواقب الضربة الروسية الأخيرة التي استهدفت البنية التحتية للطاقة لدينا".
وأضاف: "في المجموع، تم إطلاق ما يقرب من 100 طائرة مُسيّرة وأكثر من 90 صاروخًا من أنواع مختلفة".
وتابع: "أبلغت عدة مناطق عن ضربات صاروخية من طراز كاليبر بذخائر عنقودية، تستهدف البنية التحتية المدنية عمدًا".
تصاعد التوترات
وتصاعدت التوترات بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب حلفائها، في الأسابيع الأخيرة، بعد أن وافق الرئيس الأمريكي المنتهي ولايته بايدن، على استخدام أوكرانيا لصواريخ بعيدة المدى غربية الصنع، لضرب أهداف في الأراضي الروسية.
وأثارت هذه الخطوة استياء روسيا وإحباط الحلفاء العالميين للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي لديه تاريخ من الانتقاد إلى حد ما تجاه أوكرانيا.
وأشار متحدث باسم الكرملين، ردًا على القرار، إلى تعليقات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق من هذا العام، عندما حذّر من أن روسيا سترى نفسها في صراع مباشر مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، إذا سمحوا لأوكرانيا باستخدام نظام الصواريخ التكتيكية داخل حدود البلاد.
وقال بوتين في ذلك الوقت: "إذا تم اتخاذ هذا القرار، فلن يعني ذلك أقل من المشاركة المباشرة لدول الناتو والولايات المتحدة والدول الأوروبية في الحرب بأوكرانيا".
وفي عرض للأوضاع الميدانية على جبهات العملية العسكرية الروسية أمام قمة قادة معاهدة الأمن الجماعي المنعقدة بالعاصمة الكازاخستانية أستانا، أكد بوتين أن روسيا لفتت الانتباه مرارًا وتكرارًا إلى أن السماح لكييف بشن ضربات صاروخية بعيدة المدى في عمق الأراضي الروسية يعني تورط الغرب بشكل مباشر في الصراع.
وأكد بوتين، أن روسيا ستستخدم جميع وسائل التدمير المتاحة حال حصول أوكرانيا على أسلحة نووية، مضيفًا: "من حق روسيا في الوقت الحالي استهداف مراكز صنع القرار بأوكرانيا".