أعلنت الحكومة المصرية، اليوم الخميس، تشغيل خط الرورو المصري الإيطالي، وبدء رحلته الأولى من ميناء دمياط إلى ميناء تريستا بإيطاليا.
وخط "الرورو" - اختصار لـ"roll-on وroll-off" - المصري الإيطالي، خط بحري سريع لنقل الحاصلات الزراعية بين مصر وإيطاليا، من خلال نقلها من ميناء دمياط بمصر إلى ميناء تريستا في إيطاليا والعكس.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الحكومة المصرية، على هامش تدشين أول رحلة للخط الملاحي، أن تشغيل خط الرورو المصري الإيطالي يأتي في إطار توجيهات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بتحويل مصر إلى مركز إقليمي للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت، مشيرًا إلى أنه يختصر زمن الرحلات بين البلدين إلى يومين ونصف اليوم.
زمن قياسي
وأضاف "مدبولي" أن المشروع سيسهم في تعزيز قدرة مصر على أن تكون منطقة لوجستية مركزية بين أوروبا وإفريقيا، فضلًا عن زيادة وتعزيز الفرص التجارية ودعم الصادرات المصرية من المنتجات الصناعية والحاصلات الزراعية، من خلال تسهيل نفاذية المنتج المصري للأسواق الأوروبية.
وقال "مدبولي" خلال مؤتمر صحفي: "نحتفل اليوم بإطلاق أول سفينة تصل أوروبا في زمن قياسي، ونسعى لتوفير الإمكانات اللازمة لجعل مصر مركزًا إقليميًا لوجيستيًا".
وأكد أن محطة حاويات "تحيا مصر 1" جزء رئيسي من التوسع بميناء دمياط وتسهم في تعزيز حركة التجارة.
علاقات مصرية إيطالية متميزة
من جانبه؛ قال الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل المصري، إن إطلاق خط "الرورو" سيسهم في فتح أسواق تصديرية للصادرات المصرية من السلع الزراعية بالسوق الإيطالية والأوروبية، مؤكدًا أن تشغيل أولى رحلات خط الرورو يوم مهم لقطاع النقل البحري المصري.
ولفت وزير الصناعة والنقل المصري إلى أن هذه الخطوة تُمثل نتاج وثمرة جهود كبيرة من الجانبين المصري والإيطالي، لتسيير التشغيل المستدام لخط الرورو بين مصر وإيطاليا، لنقل البضائع باستخدام الشاحنات المُبردة والجافة، لإنشاء ممر أخضر بين مصر وإيطاليا، وهو ما يجسد العلاقات المتميزة بين القيادة السياسية والشعبين في البلدين الصديقين.
وأضاف، أن هذا الخط يعزز الاستفادة من الخبرات الأوروبية في مجال النقل البري، كما يدعم انخفاض تكاليف الشحن وزمن وصول البضائع، الذي من شأنه تعزيز تنافسية المنتج المصري في تلك الأسواق، إضافة إلى المُساهمة في توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للموظفين الإداريين لشركات النقل وشركات الشحن والوكلاء الملاحيين، فضلًا عن توفير أكثر من 2000 فرصة عمل للسائقين المصريين.
زيادة حركة الحاويات لـ3.5%
وفي الإطار ذاته، قال لارس هوفمان، رئيس شركة DFDS البحر المتوسط، ومروان الشاذلي، نائب رئيس مجلس إدارة شركة بان مارين جروب، إن تحقيق هذا الإنجاز الكبير سيكون له تأثير إيجابي في دعم العلاقات التجارية بين مصر وإيطاليا، مؤكدين أن هذا الخط الجديد سيتيح وصولًا سريعًا للمنتجات إلى جميع المدن الأوروبية، ولن يستغرق وصول الشحنة بين ميناءي دمياط وتريستا سوى يومين ونصف فقط، مقارنة بنحو 6 أيام بالطرق التقليدية.
وأكد السفير ميكلي كواروني، سفير إيطاليا بالقاهرة، أن هذا الخط يأتي تتويجًا لعدة أشهر من العمل المشترك بين السلطات في مصر وإيطاليا، والمُشغلين من القطاع الخاص، مشيرًا إلى أن هذ الخط سيُمكن المنتجات الإيطالية والأوروبية من الوصول بسهولة ويسر ليس فقط إلى السوق المصرية، لكن أيضًا إلى السوق الإفريقية والشرق الأوسط، عبر بوابة مصر، كما سيتيح للسلع المصرية المُصدرة إلى ميناء تريستا الإيطالي الانتشار في جميع أنحاء السوق الأوروبية، على النحو الذي يُعزز التعاون في مجال الزراعة والأمن الغذائي بين مصر وإيطاليا، ويمثل أولوية للحكومة الإيطالية في الوقت الراهن.
ولفت السفير الإيطالي إلى أن خط الرورو من المتوقع أن يُسهم في زيادة حركة الحاويات بين موانئ البحر المتوسط بنسبة 3.5% سنويًا حتى عام 2027.
وأشار إلى أن سفينة OLYMPOS SEAWAYS تعد أول سفينة تابعة للخط الملاحي لنقل البضائع "الرورو" بين ميناءي دمياط وتريستا الإيطالي، التي وصلت من إيطاليا إلى ميناء دمياط، الأحد الماضي، وعلى متنها 118 حاوية وتريلا نقل ومعدات بإجمالي وزن 743.5 طن "83 حاوية ثلاجة بإجمالي وزن 415 طنًا، 33 تريلا نقل بإجمالي وزن 214.5 طن، 2 تريلا نقل على متنها مُستلزمات إنتاج لمصنع ليوني لضفائر السيارات بإجمالي وزن 34 طنًا، و9 معدات خاصة بمشروع توكيل بان مارين بإجمالي وزن 80 طنًا".
وتم تفريغ السفينة بميناء دمياط، إذ تحمل السفينة في رحلتها الأولى من دمياط إلى ميناء تريستا "9 حاويات ثلاجات محملة فاكهة وخضراوات، وحاوية 45 محملة ملابس و9 شاحنات محملة فاكهة وخضار، و2 شاحنة محملة ضفائر"، إذ ستصل ميناء تريستا، الأربعاء 4 ديسمبر.
تخفيض رسوم الموانئ
بدوره؛ أكد وزير النقل المصري، أنه تم تخفيض رسوم الموانئ بنسبة 88% على أن يطبق مبدأ المعاملة بالمثل، مع تخفيض رسوم المرور على الطرق المصرية من 300 دولار أمريكي لكل شاحنة وارد، و350 دولارًا أمريكيًا لكل شاحنة صادر، لتصبح 100 دولار سواء للصادر أو الوارد، كما تم توقيع كل الوثائق القانونية لتسيير الخط مع النظراء الإيطاليين "مذكرة الموانئ – مذكرة للتعاون الجمركي –إعلان نوايا مع الخط على السفينة - الاتفاق الحكومي للنقل الدولي لخدمة خط (الرورو) ومذكرة التفاهم الحكومية للنقل البري".