- العمل يطرح قضية المرأة المناضلة المكافحة للظروف والتحديات
- عبرت عن شريحة منسية بشخصية "أبو جومانا"
بخطوات ثابتة ومميزة تمكن الفنان السوري حسين عباس من أن يصبح أحد أهم نجوم الدراما السورية في فترة قياسية، حيث سطع نجمه منذ انضمامه إلى مسلسل "ضيعة ضايعة"، الذي حقق من خلاله نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، قبل أن يتألق في عدد من الأدوار التلفزيونية والسينمائية، كانت آخرها مشاركته في الفيلم الروائي الطويل "سلمى" بطولة الفنانة السورية سلاف فواخرجي، والذي شارك في النسخة 45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
يؤكد حسين عباس لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن ما حمسه للمشاركة في فيلم "سلمى"، هو أن العمل يحكى عن حالة استثنائية عاشوها في سوريا، إذ يقول: "عندما قرأت السيناريو وعلمت قصة الفيلم تحمست للغاية للمشاركة في هذه التجربة التي تتحدث عن الزلزال الأخير الذي ضرب البلاد وما نتج عنه من خسائر إنسانية فادحة، ووقتها خسرت العديد من الأصدقاء والأقارب لذا اعتبرت مشاركتي في هذا العمل رد الجميل لتخليد ذكراهم".
يضيف:" هناك سبب آخر للمشاركة في هذه التجربة، كونها من إخراج السوري جود سعيد، وهو شخص متميز ومجتهد وقدمت معه من قبل 6 أعمال، وبالتالي تجمعنا كيمياء خاصة ونفهم بعضنا بشكل كبير، فأحببت أن أكون معه ضمن هذه التجربة".
معايشة الواقع
يشير حسين عباس إلى أن تجسيده لشخصية "أبو جومانا"، كانت تحديًا كبيرًا بالنسبة له، إذ يقول: "هو سجين سياسي قضى أكثر من 17 عامًا في السجن وبعد خروجه يعود إلى منطقته وبيته ليحاول كتابة تجربته داخل السجن، فكانت شخصية مليئة بالتفاصيل واحتاجت منى مجهودًا كبيرًا حتى تُقدم بالشكل المناسب، فبدأت في معايشة أناس يشبهون هذه الشخصية المثقفة والوطنية، وأيضًا هذه الشخصية أعرف عنها الكثير وكان التحدي فيها هو كيفية التعبير عن هذه الشريحة المنسية المظلومة بشكل حقيقي وصادق يليق بهؤلاء المغمورين".
ويضيف: "العمل ككل كان مليئًا بالصعوبات خصوصًا في الأماكن التي صورنا فيها وأعادت إلينا ذكريات كثيرة صعبة عن حادث الزلزال، ولكنها في نفس الوقت كانت حافزًا لنا حتى نعيش الأجواء الحقيقية، فكانت تجربة ثرية وممتعة".
المرأة المناضلة
يشيد صاحب شخصية "أبو جومانا"، بالعمل مع النجمة السورية سلاف فواخرجي، إذ يقول: "تمتلك الموهبة على المستوى الفني والنقاء على المستوى الإنساني، وهذا ما لا يملكه الكثير من الفنانات بشكل عام، فكان التعاون معها راقيًا وغنيًا، وأتمنى تكرار التجربة معها مرة أخرى".
ويضيف: "الرسالة التي أراد الفيلم تأكيدها من خلال شخصيات العمل وشخصية سلمي على وجه الخصوص، هي ظروف المآسي والمعاناة التي سببتها الحرب على السوريين عموما والمرأة بشكل خاص، فهذا العمل يناقش قضية المرأة المناضلة المكافحة التي تتحدى كل الظروف والتحديات وتظل صامدة في وجهها وتقضي رسالتها الإنسانية تجاه عائلتها الصغيرة ووطنها، وأيضًا يسلط الضوء على نماذج كثيرة من المجتمع السوري بعد الانتكاسات النفسية والاجتماعية التي حدثت لهم بعد الحرب".
وتابع: "رسالتي لكل امرأة عربية هي أن تكون مثل شخصية سلمى وتتحدى الصعاب وتتصف بالصبر والتحمل والكفاح من أجل عائلتها ووطنها، وهذه هي صفات المرأة العربية الحقيقية ولا بد على المجتمع العربي ألا يمارس عليها أي عنف ويحترمها ويقدرها لأنها تستحق ذلك".
شجن وحزن
حالة من الحزن سيطرت على فريق عمل "سلمى"، بعد وفاة الفنان القدير عبد اللطيف عبد الحميد، وحول ذلك يقول لموقع "القاهرة الإخبارية": "أغلب مشاهدي في الفيلم كانت معه وهو إضافة كبيرة للعمل، ومجرد السؤال عليه يثير بداخلي شجنًا كبيرًا، فنحن جمعنا مواقف كثيرة خارج مواقع التصوير، فرحيله كان موجعًا للغاية وكواليس العمل معه كانت هادئة وظريفة فهو يملك خفة ظل كبيرة والكواليس بيننا مليئة بالتفاصيل والذكريات السعيدة".
وحول مشاركة الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي في نسخته 45، يقول: "خطوة مهمة أعتز بها وفخور وسعيد للغاية كون الفيلم حاز على إعجاب الجمهور المصري والعربي، وسعدت للغاية بزيارتي لمصر وفخور بها لأنها تجارب لا تنسى".
مناسبة لأهدافي
لدى الفنان السوري حسين عباس معايير كثيرة في اختياره للأدوار المقدمة له، وحول ذلك يقول: "دائما ما يلفت نظري في اختيار الأدوار هو أن يكون مناسبًا لشخصيتي وأهدافي وأحلامي، فالرسالة التي يحملها على الصعيد الشخصي ولا أستطيع التعبير عنها، أستطيع أن أعبر عنها عن طريق الفن وهذا أهم شيء أعتمد عليه في اختياراتي السينمائية والتلفزيونية".
ويضيف: "أشارك في عملين بدراما رمضان 2025، فالعمل الأول بعنوان "نسمات أيلول"، للمخرجة رشا شربتجي، والعمل تدور أحداثه في إطار كوميدي اجتماعي حيث يلعب دور أب قاسي ومتسلط على أولاده، والثاني بعنوان "البطل"، للمخرج ليث حجو، وتدور أحداثه عن الظروف التي عاشها المواطن السوري خلال الحرب وما مرت به سوريا وانعكاسات الحرب الاقتصادية والاجتماعية".