رفع الفيلم السوري "سلمى" لافتة كامل العدد في عرضه العالمي الأول، مساء اليوم الأربعاء، خلال فعاليات النسخة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بحضور صنّاعه ومنهم سلاف فواخرجي، وورد عجيب، وحسين عباس والمخرج جود سعيد.
تدور أحداث الفيلم حول "سلمى" التي تحاول أن تجد حلاً لمشكلاتها بعد اختفاء زوجها، لتجد نفسها في النهاية أمام خيارين، إما أن تتابع المواجهة حتى النهاية مع كل ما يحمله ذلك من تضحية أو تختار خلاصها الفردي مع عائلتها.
تعددت زيارات المخرج جود سعيد إلى مهرجان القاهرة السينمائي في دورات سابقة، ليعود في الدورة الحالية بفيلمه "سلمى" معبرًا عن سعادته بعرض العمل في مهرجان القاهرة السينمائي، الذي بات يتفاءل به ويعتبره من أكثر المهرجانات التي تقدر الفن وصناعة السينما، قائلًا إن جمهوره يأتي له من جميع أنحاء العالم لأنه يضاهي المهرجانات العالمية.
وحول فيلمه أوضح: "العمل يتناول قصة "سلمى" التي تجسد دورها سولاف فواخرجي، ويسلط الضوء على عدد من القصص الإنسانية بعد الزلزال الذي ضرب سوريا العام الماضي، وذلك في إطار من الكوميديا السوداء".
وتابع "جود": "استغرق تصوير العمل 40 يومًا بسبب ظروف التصوير الصعبة، لكن اعتدناها وتأقلمنا عليها، وحاولنا تقديم أفضل صورة حتى تليق بالسينما السورية، فـ"سلمى" امرأة شجاعة وقوية وتتحدى جميع الظروف المحيطة في رحلتها للبحث عن زوجها، وهي قصة تستحق تناولها بشكل مختلف وهناك خط درامي أخر وهو إيجابيات وسلبيات مواقع التواصل الاجتماعي، فعلى الرغم من أهميتها في نشر الحقائق ولكن هناك مَن يستخدمها بطريقة خاطئة ما يعطي صورة مزيفة بعيدة عن الحقيقة".
حرص المخرج السوري على إهداء العمل للمخرج الراحل عبد اللطيف عبد الحميد، قائلًا: "اعتبره صديقًا وأبًا روحيًا لي، فهو شارك كممثل في العمل، وجسّد شخصية أبو ناصيف، والد زوج سلمى الذي يعتبر في عداد المفقودين".
سلاف فواخرجي: نعمل في ظروف صعبة
بينما قالت الفنانة السورية سلاف فواخرجي: "أشعر بسعادة كبيرة لعرض الفيلم في مهرجان كبير ومهم مثل مهرجان القاهرة، وأيضًا سعيدة لأن العمل رفع لافتة كامل العدد ونفدت تذاكره، ما يدل على حب وتقدير الجمهور المصري والعريق لي وللفن السوري ومدى أهميته".
وتابعت قائلة: "نحن في سوريا نعمل في جميع الظروف الصعبة، وسنظل نعمل ونصور حتى نعبّر عن حالنا ولا نصمت، فالإبداع جزء من الحياة، وهنا نتناول قصة "سلمى" امرأة سورية تشبه العديد من النساء ونوضح قوة المرأة في السعي والاستمرارية، وعلى رغم من قوتها أمام العالم إلا أن بحياتها لحظات ضعف، لأنها في النهاية امرأة تحمل العديد من المشاعر".
وحول ملامح التشابه بين شخصيتها الحقيقية وبطلة فيلمها "سلمى" تقول: "هناك العديد من التفاصيل التي تجمعني بها، فكل امرأة تحمل صفات التحمل والمثابرة والأمومة حتى لو لم تلد والعطاء والإصرار على الحياة بحد ذاته يشبهني كثيرًا".
وأضافت "فواخرجي": "كنت في بلدي سوريا وقت الزلزال وعشت أحداثه مع عائلتي، وتعرضنا لأضرار وهو كان من أسوأ الكوارث التي مرت على سوريا خصوصًا أنه وقع بعد حرب استمرت سنوات، وكان ولا نزال نعاني منه هو والحرب ولكننا سنكمل للنهاية".