الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هل تنقذه أوروبا؟.. ترامب يهدد مستقبل الناتو

  • مشاركة :
post-title
أرشيفية- تخوفات من انسحاب أمريكا من حلف الناتو

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

مع عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المشهد السياسي وقرب تقلده السلطة رسميًا مجددًا، تواجه أوروبا تحديًا استراتيجيًا يتعلق بمستقبل حلف شمال الأطلسي (الناتو).

ويرى خبراء، وفق تقرير لـ"مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" الأمريكي، أن ترامب قد يعيد النظر في الالتزام الأمريكي بالحلف، ما يضع القوى الأوروبية أمام مسؤوليات أمنية جديدة تستوجب تعزيز دورها الدفاعي والقيادي لضمان بقاء الحلف قويًا ومتوازنًا.

اختبار جديد للتحالف

أظهر الرئيس السابق دونالد ترامب خلال فترته الأولى ترددًا تجاه الالتزام بحلف شمال الأطلسي، معتبرًا أن أوروبا لا تقدم مساهمة كافية في أمنها. ومع عودته للسلطة، تزداد المخاوف من تقليص الولايات المتحدة دعمها العسكري والمالي للحلف.

يدعو خبراء مثل هانز بينينديك وتيمو كوستر من "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية"، أوروبا إلى استغلال قمة الناتو المقبلة في لاهاي عام 2025 لتقديم مبادرات تساهم في تخفيف العبء عن الولايات المتحدة.

قمة لاهاي.. نقطة تحول استراتيجية

تشكل قمة الناتو في يونيو 2025 فرصة لأوروبا لتسليط الضوء على مسؤولياتها الدفاعية، ومن أبرز المواضيع التي ستناقش:

1- الصراع في أوكرانيا: يسعى ترامب إلى تسوية قد تُبقي روسيا محتلة لبعض الأراضي الأوكرانية، ومع ذلك، ترى أوروبا أن الالتزام بالأمن الأوكراني على المدى الطويل يمثل ركيزة لتحقيق سلام دائم.

2- رفع ميزانية الدفاع: مع بلوغ 23 من أعضاء الناتو هدف الإنفاق الدفاعي بنسبة 2% من الناتج المحلي الإجمالي، يمكن للقمة الاتفاق على رفع النسبة إلى 3% لمواجهة التحديات الصينية والروسية المتزايدة.

تعزيز القدرات الدفاعية

يشدد الخبراء على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز الدفاع الأوروبي، منها:

- زيادة حجم القوات المنتشرة على خطوط المواجهة الأمامية، وتزويدها بقدرات متقدمة تشمل المدفعية بعيدة المدى والدفاعات الجوية.

- تطوير البنية التحتية الدفاعية، مثل النقل الاستراتيجي والتزود بالوقود جوًا وتحسين أنظمة القيادة والسيطرة.

- إنشاء قوات بحرية إضافية لدعم الوجود الأمريكي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

التعاون الصناعي في مجال الدفاع

يتطلب تحقيق الأهداف الدفاعية تعزيز التعاون بين الشركات الأوروبية في مجال الصناعات الدفاعية، مع إبقاء الباب مفتوحًا أمام التكنولوجيا الأمريكية، لضمان شراكة استراتيجية تعود بالنفع على الطرفين.

وأصبحت القضايا الأمنية في آسيا ذات صلة مباشرة بأوروبا، لا سيما مع تصاعد التوترات حول تايوان ودور الصين المتزايد، يمكن لأوروبا دعم الجهود الأمريكية في آسيا من خلال التدريبات البحرية المشتركة وإنشاء مكاتب اتصال للحلف في المنطقة.

التوازن النووي في أوروبا

ويرى التقرير أنه في حال انسحاب الولايات المتحدة من مظلة الردع النووي، فقد تحتاج القوتان النوويتان الأوروبيتان، بريطانيا وفرنسا، إلى مراجعة سياستهما النووية لمواجهة التهديد الروسي.

وتواجه أوروبا اليوم مسؤولية كبيرة للحفاظ على قوة الناتو واستقراره. من خلال تحمل دور أمني أكبر وتعزيز تعاونها الدفاعي، يمكنها تخفيف الأعباء عن الولايات المتحدة وضمان تماسك التحالف في مواجهة التحديات المستقبلية. قمة لاهاي ستكون بمثابة اختبار حاسم لرؤية أوروبا وقدرتها على حماية مصالحها الاستراتيجية والعالمية.