كشفت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية عن نجاح الديمقراطيين في تحقيق مكاسب محدودة لكنها مهمة في عدد من الولايات المتأرجحة، بالرغم من خسارة الانتخابات الرئاسية، ما يفتح الباب أمام إعادة تموضع الحزب في الساحات المحلية.
وتأتي هذه النتائج في وقت يسعى فيه الديمقراطيون لتعزيز نفوذهم على مستوى الولايات، بينما يواجهون تحديات كبيرة على المستوى الفيدرالي.
نجاحات تتحدى التيار العام
وتمكن الديمقراطيون من تحقيق إنجازات لافتة في عدة ولايات متأرجحة، رغم خسارة نائبة الرئيس كامالا هاريس في جميع الولايات المتأرجحة خلال السباق الرئاسي.
ففي ولاية بنسلفانيا، نجح الحزب في الاحتفاظ بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب المحلي، بفارق مقعد واحد فقط.
وفي تطور لافت، استطاع الديمقراطيون في ولاية ويسكونسن قلب 14 مقعدًا لصالحهم، مستفيدين من إعادة ترسيم الخرائط الانتخابية.
أما في نورث كارولاينا، فنجحوا في تحقيق إنجاز استراتيجي بكسر الأغلبية المطلقة للجمهوريين، ما يمنح الحاكم الديمقراطي المنتخب جوش ستاين قوة حقيقية في استخدام حق النقض (فيتو) ضد التشريعات الجمهورية.
ونقلت "ذا هيل" عن هيذر ويليامز، التي تقود الذراع الانتخابي للديمقراطيين في المجالس التشريعية، تأكيدها أن هذه النتائج غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات الأمريكية، إذ لم يسبق للحزب أن حافظ على مكاسبه في الولايات المتأرجحة بهذا الشكل، مع تقليل الخسائر في الوقت نفسه.
معادلة النجاح المعقدة
شهدت المعركة الانتخابية في المجالس التشريعية للولايات إنفاقًا غير مسبوق، وفقًا لما كشفته "ذا هيل"، إذ قدمت حملة هاريس واللجنة الوطنية الديمقراطية دعمًا ماليًا قياسيًا بلغ 2.5 مليون دولار للجنة الحملات التشريعية الديمقراطية.
ورغم أن هذا المبلغ يعد تاريخيًا على مستوى التمويل المحلي، إلا أنه يظل متواضعًا مقارنة بحجم الإنفاق على المستوى الفيدرالي.
وفي خطوة غير مسبوقة، ضخت اللجنة الوطنية الديمقراطية أكثر من 260 مليون دولار في أحزاب الولايات خلال هذه الدورة الانتخابية.
وفي مثال واضح على حجم الإنفاق غير المسبوق، كشفت الصحيفة عن معركة انتخابية في ولاية بنسلفانيا، حيث أنفق النائب الديمقراطي فرانك بيرنز أكثر من 4 ملايين دولار على الإعلانات في دائرته ذات الأغلبية الجمهورية، مقابل 2.5 مليون دولار أنفقها الجمهوريون. وتعد هذه الأرقام ضعف ما تم إنفاقه قبل عامين في نفس الدائرة.
تحديات وفرص
وأشارت "ذا هيل" إلى أن المعركة السياسية في الولايات لم تنته بعد، إذ تنتظر عدة ولايات انتخابات خاصة قد تغير موازين القوى بشكل جذري.
ففي ولاية ميتشيجان، يواجه الديمقراطيون احتمال حدوث تعادل في مجلس الشيوخ، ما قد يجعل نائب الحاكم الديمقراطي جارلين جيلكريست صاحب الصوت الحاسم في التصويت.
أما في فيرجينيا، فستشهد انتخابات خاصة في يناير قد تؤثر على الأغلبية الديمقراطية الهشَّة في مجلس الشيوخ المحلي.
وتكشف البيانات الأولية التي أوردها التقرير عن أداء لافت للديمقراطيين في فيرجينيا، حيث فازت هاريس في 59 من أصل 100 دائرة في مجلس النواب المحلي، بفارق دائرة واحدة فقط عمّا حققه الرئيس جو بايدن في 2020.
كما فازت في 25 من أصل 40 دائرة في مجلس الشيوخ، متفوقة على نتائج بايدن بدائرة واحدة.
وتختتم الصحيفة تحليلها بدعوة سوزان سويكر، رئيسة الحزب الديمقراطي في فيرجينيا، للتأني في تحليل النتائج، مؤكدة أن الحزب لا يزال في مرحلة استيعاب نتائج الانتخابات التي غيرت المشهد السياسي الأمريكي.
وترى "سويكر" أن المطلوب هو دراسة متأنية للنتائج وفهم عميق لديناميكيات التصويت، بدلاً من التسرع في إصدار الأحكام أو تحديد نقاط الضعف والقوة.