كشفت تقارير عبرية عن بعض تفاصيل مُسوّدة الاتفاق المحتمل بين إسرائيل ولبنان، الذي يجري العمل عليه لتحقيق وقف إطلاق النار، إلا أن هناك بعض التحديات والمخاوف التي قد تؤثر على مساره.
وتُجرَى حاليًا مفاوضات معقدة بين إسرائيل ولبنان، بجهود دولية لاحتواء التصعيد بين حزب الله وجيش الاحتلال، وفور التوصل إلى اتفاق نهائي، من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ بعد موافقة الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية عليه.
اتفاق وشيك
ويستند الاتفاق إلى القرارين الأمميين 1701 و1559، اللذين يدعوان إلى منع التوسع العسكري لحزب الله في جنوب لبنان، بحسب القناة الإسرائيلية 13، التي أفادت بأن التوصل إلى تفاهمات حول النقاط العالقة قد يؤدي إلى توقيع الاتفاق في غضون أيام قليلة.
ومن أبرز النقاط التي تضمنتها مُسوّدة الاتفاق هي ضرورة نشر الجيش اللبناني في جميع المعابر الحدودية البرية والبحرية، بما في ذلك غير النظامية، ما يعد خطوة مهمة نحو السيطرة على الحدود ومنع أي أعمال مسلحة قد تصعد من الوضع بين لبنان وإسرائيل.
ويعد هذا الشرط خطوة في الاتجاه الصحيح لضمان عدم تصاعد العنف وخلق بيئة أكثر استقرارًا على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
ضمانات أمريكية
وذكرت القناة الإسرائيلية أنه تم الاستقرار على أن تضمن الولايات المتحدة تنفيذ بنود الاتفاق، إذ سيقدم الطرف الأمريكي "ضمانًا كتابيًا" يحدد الحق الإسرائيلي في الدفاع عن النفس، في حال حدوث تهديدات أمنية مباشرة من لبنان.
وتشير إلى أن واشنطن ستكون مسؤولة عن ضمان حرية الحركة، والقدرة على التصدي لأي تهديدات قد تأتي من الأراضي اللبنانية، ما يعكس التزام الولايات المتحدة بتوفير ضمانات أمنية لكلا الطرفين، وهو ما قد يسهم في إنجاح الاتفاق، حسب القناة.
تحديات التطبيق
وأشارت المُسوّدة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيستمر في التواجد داخل الأراضي اللبنانية لمدة تصل إلى 60 يومًا من تاريخ دخول الاتفاق حيز التنفيذ، بعدها سيتم الانسحاب بشكل كامل.
ولفتت القناة العبرية إلى أن هناك تحديات تتعلق بتطبيق بنود الاتفاق، خاصةً في ما يتعلق بحرية حركة قوات الاحتلال الإسرائيلية داخل لبنان، إذ إن بيروت تطالب بضمانات أمريكية لعدم الانحياز لصالح إسرائيل، كما تشكك في أن تواجد الولايات المتحدة في المفاوضات قد يمثل انحيازًا للمصالح الإسرائيلية.
تعقد المفاوضات
في أثناء زيارة المبعوث الأمريكي أموس هوكستاين إلى لبنان، التي استمرت يومين قبل توجهه لإسرائيل، التقى خلالها نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني ونجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال وعددًا من المسؤولين الآخرين، تم التباحث حول تفاصيل الاتفاق وسبل تطبيقه بشكل عملي، وأشارت تقارير لبنانية إلى مدى إيجابية الزيارة.
ويُعد هوكستاين أحد الأشخاص الرئيسيين في دفع عملية التفاوض، وقد جرت لقاءات "بنّاءة" مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون درمر.
ومن المتوقع أن تكون المفاوضات في الأيام القادمة أكثر تعقيدًا، خاصة مع استمرار الخلافات حول بعض النقاط الحساسة مثل "حرية الحركة" لقوات الاحتلال في لبنان.
وفقًا لتقرير القناة 13، فإن اللقاءات بين هوكستاين والمسؤولين الإسرائيليين كانت مثمرة، إلا أن التوصل إلى اتفاق نهائي لا يزال يحتاج إلى بعض الوقت.
ردود متباينة
على الرغم من التقدم الذي تم إحرازه في المفاوضات، لا تزال هناك بعض النقاط العالقة، وأشارت القناة 13 إلى أنها قد تؤثر على الاستقرار طويل الأمد، فبينما تسعى إسرائيل لضمان ما تسميه "حقها في الرد" على أي تهديدات، يصر لبنان على ضرورة تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة بشأن الحدود وتأكيد استقلاله في اتخاذ القرارات المتعلقة بأمنه.
ومن جهة أخرى، تسعى الولايات المتحدة إلى تقديم ضمانات للأطراف كافة، بما يسهم في التنفيذ الكامل للاتفاق دون أي تجاوزات أو خروقات.