الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"زنزانة تحت المراقبة".. تسريبات حماس تهز الأمن الإسرائيلي

  • مشاركة :
post-title
بنيامين نتنياهو

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في أروقة سياسة دولة الاحتلال الإسرائيلي، تنكشف خفايا قضية تسريب غامضة لوثائق سرية هزت حكومة بنيامين نتنياهو. وهي القضية التي تحمل في طياتها تداخلًا مثيرًا بين الأمن والسياسة، وترفع الستار عن شبكة متشابكة من الشكوك والمصالح المتضاربة.

إجراءات استثنائية لمنع الانتحار

نقل اليوم إيلي فيلدشتاين، المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي والمعتقل على خلفية قضية تسريب وثائق سرية، إلى زنزانة تخضع لمراقبة مشددة، بهدف منعه من الانتحار، وذلك بعد العثور على إطار مطاطي مفكك من نافذة زنزانته؛ ما أثار مخاوف بشأن سلامته.

وبحسب مصدر في الشاباك، وفق "يديعوت أحرنوت" فإن العنصر المكتشف لم يكن حبلًا كما أشيع، بل شيء يمكن أن يتسبب في إيذاء المعتقل لنفسه، مضيفًا أن "فيلدشتاين" لا يقيم في جناح مخصص للسجناء الأمنيين، وهو ما دحض بعض التقارير التي نُشرت بهذا الصدد.

تصريحات المتهم

في جلسات التحقيق، أبدى "فيلدشتاين" قلقه البالغ إزاء ظروف اعتقاله، وصرّح أمام القاضي قائلًا: "أنا شخص غير قادر على الإضرار بأحد، قلت كل شيء، تعاونت مع التحقيق، ولم أخفِ شيئًا، ومع ذلك، أجد نفسي محتجزًا كأنني أخطر المجرمين".

ووصفت "بينا فيلدشتاين"، والدة إيلي، عبر حسابها على إنستجرام المحاكمة بأنها مؤامرة دموية وخسيسة، وكتبت: "قلب أم يبكي منذ 22 يومًا على مؤامرة خسيسة ضد ضابط كرّس حياته لخدمة إسرائيل كيف يمكن لوطنه أن يتخلى عنه الآن؟".

المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي
وثيقة حماس

تتركز القضية حول تسريب وثيقة تُعرف باسم "وثيقة حماس"، التي تضمنت معلومات حساسة عن مفاوضات إطلاق سراح محتجزين، ويُعتقد أن الوثيقة، التي نشرتها صحيفة "بيلد" الألمانية، كانت تهدف إلى التأثير على الرأي العام الإسرائيلي بعد مقتل ستة محتجزين في نفق بغزة.

وتشير تحقيقات الاحتلال إلى أن "فيلدشتاين" تعاون مع ضابط احتياطي لتسليم الوثائق إلى وسائل إعلام أجنبية، ما مكن من نشرها وتجاوز الرقابة الإسرائيلية، وبحسب النيابة، فإن التسريب جاء في سياق الاحتجاجات المناهضة لحكومة نتنياهو في سبتمبر الماضي.

تحقيقات الشاباك

بعد اكتشاف التسريب، طلب هرتسي هليفي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، من جهاز الشاباك فتح تحقيق سري لتحديد المسؤولين عن الحادثة. وبدأت التحقيقات بمحاولة تعقب التسريب داخل الجيش الإسرائيلي، ثم توسعت لتشمل شخصيات أخرى.

كشف التحقيق عن تورط مجموعة من الضباط، بمن فيهم فيلدشتاين، وضباط احتياطيون، ومستشارون أمنيون، كما تمكن المحققون من ضبط وثائق إضافية مصنفة "سرية للغاية"، يُعتقد أن تسريبها قد يضر بعمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد حماس في قطاع غزة.

انعكاسات أمنية وسياسية

وصف مسؤولون إسرائيليون التسريب بأنه تهديد خطير للأمن القومي، مشيرين إلى أنه قد يؤدي إلى تقويض الجهود الاستخباراتية والعملياتية في غزة.

أضاف قاضي المحاكمة مناحيم مزراحي، أن الوثائق تحتوي على معلومات حساسة حول استراتيجيات حماس، ما يزيد من تعقيد موقف إسرائيل التفاوضي.

ولا تزال قضية التسريب تتفاعل، وسط محاولات لفهم أبعادها ودوافع المتورطين فيها، وبينما تتجه الأنظار إلى ما ستؤول إليه التحقيقات والمحاكمات، تبقى القضية رمزًا للصراعات العميقة التي تواجهها حكومة نتنياهو.