في أجواء نابضة بالحياة والثقافة، شهد السوق القديم بشرم الشيخ تقديم عرض "فضيلة العبيد" ضمن مسابقة مسرح الشارع، إحدى أبرز فعاليات مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي في دورته التاسعة، وجاء هذا العرض ليمثل تجربة فريدة تمزج بين الأداء التفاعلي والجماهيرية المباشرة، مقدمًا رسالة إنسانية عن الأمل والسلام وسط التحديات.
المخرج حمد الأسد: العرض تجربة استثنائية ورسالة للسلام
يصف مخرج العرض حمد الأسد، التجربة بالمميزة، ويقول في تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية": "هذه أول تجربة دولية لنا، وشعرنا بحماس كبير لعرض عملنا في بلد مختلف بثقافة مغايرة، والجمهور تفاعل معنا بشكل رائع، ونجحنا في جذبهم ليكونوا جزءًا من العرض نفسه".
العرض يهدف إلى إيصال رسالة قوية عن أهمية السلام، وفي هذا الصدد يقول المخرج: "القصة تدور حول مجموعة من الأشخاص يجدون أنفسهم عالقين في مصعد، ليواجهوا خيارًا صعبًا يفرضه إرهابي عليهم باختيار شخص واحد للنجاة، وبذل الفريق جهدًا كبيرًا لنقل العمل من مسرح "غرفة" إلى مسرح الشارع، إذ استغرق التحضير شهرًا كاملًا لضمان تقديم تجربة تفاعلية مميزة تناسب أجواء الشارع".
الممثل ياسر حديد: تحد جسدي وفني لإقناع الجمهور
من أبرز ما لفت انتباه الجمهور في العرض، الأداء الاستثنائي للممثل ياسر حديد، الذي رغم كونه شابًا عشرينيًا، استطاع تجسيد دور رجل في السبعين من عمره ببراعة، وحول هذه التجربة، يقول: "الشخصية أتعبتني كثيرًا، إذ تطلبت العمل على طبقة الصوت والشكل الخارجي لإقناع الجمهور، واستغرق مني الأمر وقتًا طويلًا في التحضير، وسعيد بأن الجمهور صدق الأداء واندمج مع الشخصية".
ويجسد ياسر رجلًا دخلت حفيدته حياته، ليبدأ في رؤية الأمور بشكل مختلف، وفي المصعد، تمسك بالأمل رغم الموقف العصيب الذي جمعه مع الآخرين.
ويقول حديد: "كنت حريصًا أن يتفاعل الجمهور مع تفاصيل الشخصية ويتعاطفون معها، فالعرض تجربة لا تُنسى، وأجمع فريق العمل على أن التفاعل الكبير الذي أبداه الجمهور كان مفاجئًا ومؤثرًا، فحتى الرسائل المبطنة في العرض وصلت بوضوح إلى الحضور، ما يعكس نجاح التجربة في تحقيق أهدافها الفنية والإنسانية".
ويؤكد "حديد" أن عرض "فضيلة العبيد" لم يكن مجرد مسرحية، بل كان دعوة للتأمل في معاني الإنسانية والسلام، وتجربة فنية تركت بصمتها في ذاكرة الحضور.
مازن الغرباوي: مسرح الشارع تطور ليصبح محورًا رئيسيًا في المهرجان
يقول مازن الغرباوي، رئيس مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، إن فكرة مسرح الشارع بدأت مع انطلاق المهرجان كوسيلة لتقديم تجربة فنية غير تقليدية، إذ يوضح أن الفن يلتقي الجمهور مباشرة في مساحاتهم اليومية.
وأضاف في تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية": "مع مرور الوقت، تطورت الفكرة لتصبح محورًا قائمًا بذاته، واستقطبنا من خلالها عروضًا من دول مختلفة، ما أضاف بعدًا ثقافيًا عالميًا للمهرجان".
وتحدث عن التحديات التي تواجه مسرح الشارع قائلًا: "أصعب ما نواجهه في عروض مسرح الشارع هي التنسيقات والإجراءات اللوجيستية، وتوفير مصادر الكهرباء للفرق، لكننا نسعى بكل جهد لدعم الفنانين وتذليل العقبات أمام المشاركين، حتى يتمكنوا من تقديم أعمالهم بأفضل صورة ممكنة".
وحول الخطط المستقبلية لمسرح الشارع يقول "الغرباوي": "كلما توفرت لنا الإمكانات والقدرة على التوسع سنعمل على زيادة عدد عروض مسرح الشارع في مختلف أماكن شرم الشيخ، فنحن نريد أن تصل هذه التجربة الفريدة إلى أكبر عدد ممكن من الناس، لتصبح شرم الشيخ منصة عالمية للفن التفاعلي".