تستمر فعاليات مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي في تقديم منصة ثقافية لصناع هذا الفن من جميع أنحاء العالم، حيث يتم تبادل الأفكار والرؤى حول مستقبل صناعة المسرح، وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
وشهدت فعاليات الدورة التاسعة من المهرجان جلسة نقاشية متميزة بعنوان "تعزيز الصناعة والتواصل مع العالم"، جمعت مديري المهرجانات العالمية للمسرح، بحضور عدد من كبار الشخصيات الثقافية والفنية من مختلف دول العالم.
واستعرضت الندوة العديد من التحديات والفرص التي تواجه صناعة المسرح في العالم، وسبل تعزيز التعاون بين المهرجانات الدولية لتطوير هذا القطاع الحيوي.
تبادل الخبرات
بدأت الندوة بكلمة من المخرج الروماني قسطنطين كرياك، رئيس مهرجان سيبيو الدولي، الذي أشار إلى أهمية تبادل الخبرات بين صناع المهرجانات المسرحية.
وأكد "كرياك" أن المهرجانات تشكل منصة حيوية لنشر السلام والتعاون بين الثقافات، مشددًا على ضرورة التركيز على الإنتاجات المشتركة بين الدول لتعزيز صناعة المسرح.
وأوضح أن مهرجان شرم الشيخ يعد فرصة رائعة لتشجيع الشباب العربي على الانخراط في مجال المسرح، معتبرًا أن هذه المشاركة تشكل دعمًا مهمًا لمستقبل الصناعة.
تحديات التمويل والابتكار
من جهته، أشار أدونيس فيليبي، مدير مهرجان سكامبا الدولي بالبرازيل، إلى الصعوبات التي تواجهها المهرجانات بسبب الظروف الاقتصادية العالمية.
وقال: "من الصعب الاستمرار في تقديم المهرجانات في ظل الأزمات الاقتصادية، لذلك يجب أن نفكر في حلول مبتكرة، مثل البحث عن رعاة لدعم هذه الفعاليات".
وأضاف أن الاستمرارية في تقديم منتج فني جيد للجمهور تعد مسؤولية كبيرة تقع على عاتق صناع المهرجانات.
مفتاح الابتكار المسرحي
وفي إطار حديثه عن أهمية التعاون الدولي، أكد جيم يونج يون، مدير مهرجان ديجيون الدولي للمسرح في كوريا الجنوبية، ضرورة تعزيز الإنتاجات المشتركة بين دول العالم.
وقال يون: "نسعى دائمًا إلى تقديم عروض مشتركة بيننا وبين صناع المسرح من دول أخرى، إذ تساهم هذه الخطوة في تعزيز الصناعة وتشجيع الشباب على تقديم أعمال مسرحية مبتكرة دون مواجهة العقبات المالية المعتادة".
لأول مرة بالمهرجان
ولأول مرة في تاريخه، خصصت إدارة مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي أنشطة مسرحية موجهة للأطفال في مدينة شرم الشيخ ووادي مندر، تحت إشراف الفنانة سهى كحيل، تضمنت أنشطة تفاعلية تهدف إلى تحفيز الإبداع لدى الأطفال وتعريفهم بفنون المسرح.
وأوضحت "كحيل" أن المهرجان أطلق مسابقة خاصة بمسرح الطفل والنشء، تتضمن عروضًا تفاعلية للأطفال مثل استخدام العرائس وفن البانتومايم، بالإضافة إلى طباعة الأقمشة، مشيرة إلى أن الأطفال نجحوا في طباعة علم مصر ورموز مصرية تاريخية على الأقمشة.
كما أشارت إلى أن الأنشطة ستستهدف جميع الفئات العمرية في مدارس وادي مندر، بهدف تزويد الأطفال بالمعرفة الفنية والثقافية، خاصة أولئك الذين يفتقرون إلى الوصول إلى التكنولوجيا الحديثة.
عروض للأطفال
أما على صعيد العروض المسرحية، فشهد اليوم الثاني من المهرجان تقديم مجموعة متميزة من العروض المتنوعة، ففي مسابقة مسرح الطفل والنشء، عُرِض "دون كيشوت" الذي أخرجه محمود جراتسي في الساحة الخارجية لقصر الثقافة.
وفي مسابقة العروض الكبرى، تم عرض "اصطياد" من الإمارات، تأليف وإخراج مهند كريم، على المسرح الرئيسي لقصر ثقافة شرم الشيخ.
كما قدم مسرح السوق القديم عرضًا مميزًا ضمن مسابقة مسرح الشارع، إذ تم عرض "خرف" من ليبيا، تأليف وإخراج وسيم بورويص، واختُتِم اليوم بعرض "مئة وثلاثون قطعة" من مصر، تأليف طه زغلول وإخراج محمد فرج، والذي قُدِّمَ في المسابقة الكبرى.