لطالما ساند الفنان القدير أشرف عبد الباقي كل من حوله، من خلال مدِّ يد العون لهم، ومنحهم فرصتهم الأولى ليكونوا بعد ذلك نجومًا كبار، يتصدرون بطولات فنية، لتأتي لحظة مؤثرة في مشواره تمزج بين مسؤولياته كأب وفنان، إذ يقف داعمًا لأولى تجارب ابنته في لحظة فارقة من حياتها، مع عرض تجربتها الروائية الطويلة الأولى بفيلم "مين يصدق" بأكبر وأعرق مهرجان في مصر والوطن العربي، إذ يشارك العمل في فعاليات الدورة الخامسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
شعور بالفخر والسعادة، بهذا المصطلح وصف حالته، يعلق على خطوة دعمه ابنته زينة عبد الباقي، في أولى تجاربها، إذ أكد لموقع "القاهرة الإخبارية" أن مساندته لابنته يأتي من منطلق اهتمامه الدائم بتشجيع الشباب والمواهب الجديدة، سواءً كانت ابنته أو غيرها، منوهًا بأن دعم الفنانين الصاعدين هو جزء من رسالته الفنية، وأن هذا الدعم ليس مسألة عائلية، بل جزءًا من فلسفته الشخصية في تمكين المواهب الشابة وتقديم يد العون لمن يستحق.
الفيلم الذي يضم عددًا كبيرًا من الشباب يمثل فرصة لإظهار موهبتهم، ليؤكد أن دعمه زينة ليس فقط لأنها ابنته، بل لأن هذا جزء من رسالته تجاه الأجيال الجديدة، مشيرًا إلى أن العمل يمثل فرصة لتمكين الشباب وأنه طوال حياته الفنية كان داعمًا للمواهب دائمًا، وتجربة مسرح مصر كانت أكبر دليل على ذلك.
وأضاف: "زينة تستحق الدعم، وهذا ليس فقط لأنها ابنتي، ولكن لأنني أؤمن بالمواهب الشابة وأهمية إعطائها الفرصة لتظهر وتُثبت نفسها".
وأشار "عبد الباقي" إلى أن المشاركة في فيلم "مين يصدق" لم تقتصر على التمثيل فقط، بل شملت أيضًا جزءًا من الإنتاج، إذ يشارك كمنتج مع عدد من المنتجين الآخرين، قائلًا: "المشاركة في الفيلم كانت مزيجًا بين التمثيل والإنتاج، وكانت فرصة لدعم مشروع يخص ابنتي، خاصةً أنني مؤمن بقوة هذه التجربة".
كواليس العمل
يتطرق النجم إلى كواليس العمل، إذ أشاد بأداء ابنته زينة عبد الباقي، مؤكدًا أنها كانت دقيقة جدًا في تحضيرها للعمل.
وأضاف: "كانت محددة في كل شيء، وكانت تذاكر الفيلم جيدًا قبل الدخول إلى التصوير، وهو ما ساعد في خلق أجواء من التناغم والتفاهم بين فريق العمل، لأن الفيلم مليء بالشباب.. كان هناك كيمياء واضحة بين الجميع ولغة مشتركة في التعامل".
مشاركة كبار النجوم
شكَّلت مشاركة بعض النجوم في العمل عنصر جذب كبير في التجربة الأولى لزينة، وحول ذلك قال "عبد الباقي": "لم يتردد شريف منير وسليمان عيد في الظهور كضيوف شرف في الفيلم، بل كانا متحمسين لفكرته، وتفاعلا بشكل إيجابي مع القصة والمحتوى، وأُعجبا بها، وكانا من أول من دعم ابنتي في تجربتها الإخراجية، لاسيما أن العمل يحمل فكرة جذابة وشيقة تجمع بين الجانب الإنساني والرومانسي، بالإضافة إلى عنصر التشويق".
مغزى إنساني
وأوضح "عبد الباقي" أنَّ "مين يصدق" يحمل رسالة مهمة للشباب وللأسر بشكل عام، وقال: "الفيلم يتناول قضية مهمة وهي كيفية احتواء الأبناء وفهم قضاياهم، وأهمية التواصل معهم وفتح حوار صريح بينهم وبين أسرهم"، كما وصف عبد الباقي القصة بأنها تجمع بين الواقعية والخيال، مع لمسة إنسانية تؤثر في المشاهدين.
الفيلم الذي تدور أحداثه حول فتاة تعاني من إهمال والديها، فتتعرف على شاب محتال يدعي "باسم"، ويعطي لها الحب والاهتمام الذي افتقدته من والديها، وتتطور العلاقة بينهما ويتورطا في كثير من المشكلات وقضايا النصب، وتتدهور علاقة الحب بينهما، يعكس العديد من القيم الإنسانية مسلطًا الضوء على أهمية الإيمان بالآخرين ومساندتهم في أصعب اللحظات.