قال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية، اليوم السبت، إن قمة الرياض بعثت رسائل مهمة في مقدمتها التضامن مع الفلسطينيين، إضافة للرسالة الأهم إلى واشنطن وتل أبيب، بأن القمة ترفض التخلي عن حل الدولتين، والتخلي عن إقامة الدولة الفلسطينية.
وأضاف "زكي"، في تصريحات لـ"القاهرة الإخبارية"، أن الرسالة الأساسية التي تحملها القمة العربية - الإسلامية، هي أن حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يمكن أن يحقق السلام، متابعًا: "المشكلة أن الطرف الآخر، يريد أن يفعل كل شيء، إلا حل الدولتين".
وأشار الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية، إلى أن إسرائيل مستعدة أن تذهب إلى مدى بعيد، لكن ليس بحل الدولتين ولا إقامة دولة فلسطينية، مؤكدًا أن المخرج الوحيد من هذا الصراع القائم هو الوصول إلى الدولة الفلسطينية، دون هذا لن يكون هناك استقرار، وتجاوز الأمر الفكرة أو المقترح، وأصبح الآن ما يتوافق عليه المجتمع الدولي.
كما قال السفير زكي، إن الجامعة العربية لا تعمل كوسيط مع طرف الاحتلال، فالوسطاء معروفون وهم الولايات المتحدة ومصر وقطر، وبالنسبة للبنان فالوسيط أمريكي فقط، وبالنسبة للوساطة فهي لا تحقق أي تقدم.
وذكر أن عمل الجامعة العربية، هو بناء الموقف السياسي الدولي، وبناء موقف مناوئ لسياسات قوة الاحتلال، وهذا هو أساس العمل الذي تقوم به الجامعة.
وأشار الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية، إلى أنه بالنسبة لقطاع غزة، هناك فيض كبير من الدعم الإنساني، من بداية الأزمة، لكن قيام الاحتلال بمحاولات إجهاض كل محاولات الدخول إلى القطاع في الفترة الأخيرة واستخدام التجويع، هذا أمر مرفوض دوليًا، ويجب على الجميع أن يدينه.
كما أكد أن الوضع في لبنان حرج جدًا، فنزوح اللبنانيين من جنوب البلاد إلى الوسط والشمال والشرق، إضافة إلى تخطي الحدود والدخول إلى سوريا والعراق، أدى كل هذا إلى وجود تعقيد في مسألة إرسال المساعدات وتوزيعها.
وتابع: "إنه إذا اعتبارنا المنظومة الدولية هي ممثلة في الأمم المتحدة فالجمعية العامة للأمم المتحدة اتخذت قرارات محترمة للغاية"، لافتًا إلى أن مجلس الامن ظل في حالة ترنح وعدم حسم من شهر أكتوبر 2023 حتى شهر إبريل 2024 ثم اتخذ قرار بوقف إطلاق النار، لكن لم يستطع تنفيذه، لأن لكي تم تنفيذ القرار يجب أن يكون هناك وسطاء للعمل تنفيذه.
وتحدث أن الوسيط الأمريكي، وهو يتصدر عملية الوساطة في وقف إطلاق النار، لم يستطع حتى الآن أن يصل إلى شيء يرضي الجانب الفلسطيني أو يخفف من وطأة المعاناة الإنسانية.
كما وتابع: "الولايات المتحدة الأمريكية تتحدث كثيرًا بأنها لا تقبل استخدام المساعدات الإنسانية كوسيلة للضغط على سكان قطاع غزة وأنها لا ترغب في رؤية استخدام سلاح التجويع ضد المدنيين والأبرياء"، لافتًا إلى أن كل أحاديث أمريكا عبارة عن كلام وليس أكثر.
وذكر أن الجامعة العربية عملت على تحالف دولي أطلق سبتمبر الماضي من الأمم المتحدة لدعم تنفيذ حل الدولتين، وحضره في أول اجتماع بالرياض نحو 90 دولة، والهدف منه هو كيفية المساعدة في إقامة الدولة الفلسطينية وتجسيد حل الدولتين، ومساعدة قوة الاحتلال من إنقاذها من أفعالها ونفسها، لأنها بأفعالها وتصرفاتها تؤدي بالاستقرار في المنطقة للجحيم.
وتحدث "زكي"، أن هناك جهودًا تُبذل، وليس بالضرورة أن يتم الكشف عنه في الإعلام طوال الوقت، لكنه مهم سياسيًا أن يحدث، والهدف منه هو الحفاظ على هذا الحل على قيد الحياة.
وتابع: "هناك آليات جديدة لتحقيق الهدف المنشود، ولا أحب التحدث إليها إعلاميًا، لكن نعمل على الآليات السياسية والاقتصادية والثقافية والدبلوماسية، كل هذه المسارات موجودة، ونعمل على كيف يمكن دعم هذا الحل من خلال هذه المسارات".
وواصل: "الجامعة العربية ليس لها دور في جهود المصالحة الفلسطينية، إلا تشجيعها، والدولة المتصدرة الرئيسية لهذا الجهد هو مصر، تقليديًا وعلى مدار العقدين الماضيين، حينما حدث الانقسام الفلسطيني، وتدخل على الخط أطراف عديدة بعضها عربي ودولي، وآخرها كان الصين، ودائمًا ما نشجّع أي جهد سواء عربيًا أو دوليًا لعله يحقق الهدف".
واستكمل: "لكن المسألة لا تتعلق فقط بالأطراف التي تتوسط بالقضية الفلسطينية، فلابد من الأطراف الفلسطينية أيضًا أن يكون لها إرادة سياسية واضحة لأنها تريد أن تطوي صفحة الانقسام، هذه الإرادة إذا توافرت ستكون الأمور جيدة وننهي مرحلة الانقسام، لكن إذا لم تتوفر فالحديث عن الوحدة الفلسطينية سيكون عبثيًا".