في حين أكد وزير الدفاع الإسرائيلي المقال يوآف جالانت، أنّ جيش الاحتلال أنهى مهمته في غزة، وحقق جميع الأهداف هناك، تُواصِل حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، تنفيذ مخطط البقاء العسكري في القطاع من خلال تقسيمه، رغم الإبادة العرقية التي ينفذها في شمال القطاع المدمر، إذ إن هدف نتنياهو إطالة أمد الحرب وعدم الإذعان إلى المطالب بوقفها وإبرام اتفاق لاستعادة المحتجزين في القطاع.
إبادة عرقية بشمال غزة
وكشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن قائد الفرقة 162 في جيش الاحتلال اعترف بأنه ينفذ عمليات "تطهير" للفلسطينيين من شمال غزة ومنعهم من العودة إليها بأوامر من رئيس الأركان هرتسي هاليفي وقائد المنطقة الجنوبية والمستوى السياسي بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
بينما قال رئيس عمليات جيش الاحتلال السابق يسرائيل زيف، إن إسرائيل تدخل مرحلة جديدة من الحروب المستمرة دون حدود وبلا أهداف، مضيفًا أنه "يبدو أن نتنياهو ينتظر توجيهات من ترامب وحتى ذلك الوقت ستضيع دماء أبنائنا هدرًا".
نتنياهو لا يريد إيقاف الحرب
وأضاف "زيف"، في تصريحات لوسائل إعلام عبرية، أن "هناك شكوك في أن نتنياهو يريد حقا الوصول إلى تسويات سياسية رغم أنها ضرورية للغاية.. نتنياهو ليس مستعدا لتقديم تنازلات من أجل استعادة المحتجزين واستمرار الحرب في غزة يخدم مصالحه".
وأشار المسؤول العسكري الإسرائيلي، إلى أن "نتنياهو يفرض حالة من الجمود السياسي إلى حين تولي ترامب منصبه في يناير، فبعد إقالته وزير الدفاع يوآف جالانت أصبحت إدارة الحرب مركزة بيد نتنياهو وأسيرة لمصالحه الشخصية والسياسية".
مخططات نتنياهو لا تتوقف لفصل غزة
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، بأن جيش الاحتلال يعمل بأوامر من نتنياهو من أجل إحداث تغييرات جذرية في غزة، عبر إنشاء محاور تقسم القطاع، خاصة وأنه وضع منشآت عسكرية ثابتة في قطاع غزة، بهدف الإبقاء على وجود عسكري دائم فيها.
وكشفت الصحيفة العبرية، عن أنّ محور نتساريم تحول إلى بؤرة عسكرية إسرائيلية ضخمة، مع وجود منشآت عسكرية ثابتة، ومعتقلات ومراكز قيادة.
ونتساريم هو ممر يفصل مدينة غزة وشمالها عن المنطقة الوسطى وجنوب قطاع غزة، يبلغ طوله نحو 7 كيلومترات، وسُمي على اسم مستوطنة "نتساريم" السابقة التي كانت مقامة فيه.
جالانت يفضح مآرب نتنياهو
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، قال "جالانت"، إنه لم يتبق شيء لجيش الاحتلال لفعله في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنهم حققوا كل الإنجازات الكبرى هناك.
وأبدى جالانت، بحسب تصريحات نقلتها عنه وسائل إعلام عبرية، استغرابه من استمرار بقاء القوات في غزة، مضيفًا: "كما لا يوجد سبب حتى الآن لعدم التوصل إلى صفقة تبادل المحتجزين".
ويعد هذا المحور إحدى نقاط الخلاف الأساسية في المحادثات المتعثرة لوقف إطلاق النار في غزة، إذ تصر "حماس" على الانسحاب الإسرائيلي الكامل، فيما يطالب نتنياهو بآلية لمنع انتقال "مسلحين" من جنوب قطاع غزة إلى شماله.