الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بسبب "ميركوسور".. موجة جديدة من احتجاجات المزارعين في فرنسا

  • مشاركة :
post-title
احتجاجات المزارعين الفرنسيين شتاء 2023

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يستعد المزارعون الفرنسيون لإطلاق حركة احتجاجية واسعة النطاق تبدأ يوم الاثنين المقبل وتستمر حتى منتصف ديسمبر، في تحرك يهدف إلى الضغط على الحكومة الفرنسية لتلبية مطالبهم ورفض اتفاقية التجارة الحرة المرتقبة مع دول ميركوسور، بحسب صحيفة ليبراسيون الفرنسية.

خطط التصعيد

 أعلن أرنو روسو، رئيس الاتحاد الوطني لنقابات المزارعين الفرنسيين(FNSEA)، عن تنظيم حركة احتجاجية شاملة في جميع المحافظات الفرنسية، مؤكدًا أن هذه التحركات ستكون "مسؤولة" وخالية من العنف، لكنها ستكون حاسمة في توصيل رسالة قوية إلى السلطات الفرنسية والأوروبية.

وتتزامن الاحتجاجات مع انعقاد قمة مجموعة العشرين في البرازيل، في رسالة رمزية تعكس رفض المزارعين لسياسات التجارة الحرة مع دول أمريكا اللاتينية.

خريطة الاحتجاجات

بدأت بوادر الاحتجاجات تظهر مبكرًا في العديد من المناطق الفرنسية، إذ كشفت ليبراسيون عن سلسلة من التحركات المنظمة التي تشمل تغطية لافتات أسماء البلديات بأسماء مدن من أمريكا اللاتينية في مناطق مثل إيزير والرون.

وفي منطقة بورجوني-فرانش-كونتيه، تم الإعلان عن سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية تتضمن إشعال "نيران التحذير" في مدن عدة، مع احتمال إغلاق الطرق المحيطة بهذه المواقع.

وفي منطقة جراند است، بدأ المزارعون بالفعل في إشعال ما أطلقوا عليه "نيران الغضب" في ثمانية مواقع مختلفة بمحافظة الراين العليا.

تنسيق وطني

تكشف التفاصيل التي نقلتها ليبراسيون عن مستوى غير مسبوق من التنسيق بين مختلف المناطق الفرنسية، ففي نورماندي، أعلن المزارعون عن تنظيم احتجاج كبير في مدينة لوهافر، التي شهدت توترات حادة خلال موجة الاحتجاجات السابقة في الشتاء الماضي.

وفي منطقة أوكسيتاني، التي شهدت ولادة الحركة الاحتجاجية الشتاء الماضي، يخطط المزارعون لسلسلة من التحركات التدريجية التي ستتصاعد حتى نهاية الشهر.

وفي منطقة أوفيرني-رون-ألب، تم تنظيم احتجاجات في مدن مختلفة، منها غرونوبل، حيث اختار المزارعون بشكل رمزي التجمع في نهاية شارع أوروبا، في إشارة واضحة إلى رفضهم للسياسات الأوروبية الحالية. وفي منطقة بروفانس-ألب-كوت دازور، بدأ المزارعون احتجاجاتهم بإلقاء النفايات أمام مراكز الضرائب وإغلاق مداخلها في عدة مدن.

تداعيات محتملة

يركز المزارعون في احتجاجاتهم على عدة قضايا جوهرية، على رأسها رفض اتفاقية التجارة الحرة مع دول ميركوسور، إذ تمثل اتفاقية محور الخلاف الرئيسي في الاحتجاجات الحالية، حيث يرى المزارعون الفرنسيون أنها تشكل تهديدًا وجوديًا لقطاعهم الزراعي.

وتهدف الاتفاقية إلى فتح الأسواق الأوروبية أمام المنتجات الزراعية من دول تكتل ميركوسور في أمريكا الجنوبية، الذي يضم البرازيل والأرجنتين وأوروجواي وباراجواي.

ووفقًا لما نقلته صحيفة ليبراسيون، فإن المزارعين يعترضون بشدة على هذه الاتفاقية لعدة أسباب جوهرية، وهي أولًا، أنهم يخشون من المنافسة غير المتكافئة مع المنتجات الزراعية من دول ميركوسور التي تتميز بتكاليف إنتاج منخفضة بشكل كبير؛ نظرًا لاختلاف المعايير البيئية والصحية المطبقة.

كذلك يحذر المزارعون من أن الاتفاقية ستؤدي إلى إغراق السوق الأوروبية بمنتجات زراعية لا تخضع لنفس المعايير الصارمة المطبقة في الاتحاد الأوروبي، خاصة فيما يتعلق باستخدام المبيدات والهرمونات في تربية المواشي.

وأخيرًا، يؤكد المزارعون أن هذه الاتفاقية تتناقض مع الجهود الأوروبية للحد من الانبعاثات الكربونية وحماية البيئة، حيث ستؤدي إلى زيادة عمليات نقل المنتجات الزراعية لمسافات طويلة وتشجيع إزالة الغابات في أمريكا الجنوبية.

الاحتجاجات الأكثر تنظيما

تشير تقديرات ليبراسيون، إلى أن هذه الموجة من الاحتجاجات قد تكون الأكثر تنظيمًا وتأثيرًا في تاريخ الحركات الاحتجاجية الزراعية الفرنسية.

وصرح الأمين العام للاتحاد الوطني لنقابات المزارعين الفرنسيين في منطقة بوش دو رون، لوران إسرائيليان، بأن المزارعين سيبدأون بتحركات هادئة، لكنهم سيصعدون تدريجيًا في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

ومن المتوقع أن تواجه الحكومة الفرنسية تحديًا كبيرًا في التعامل مع الموجة الجديدة من الاحتجاجات، خاصة مع تزامنها مع مفاوضات اتفاقية ميركوسور وانعقاد قمة مجموعة العشرين، كما تشير التقارير إلى احتمال امتداد الاحتجاجات إلى ما بعد الموعد المحدد في منتصف ديسمبر إذا لم تتم الاستجابة لمطالب المزارعين.