لم يستطع رئيس وزراء ألمانيا أولاف شولتس، ونظيره الفرنسي جابرييل أتال، إخفاء الخلافات بين البلدين، خلال لقائهما في العاصمة برلين، حول اتفاقية التجارة الحرة التي تفاوض عليها الاتحاد الأوروبي مع دول أمريكا اللاتينية ميركوسور، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
واستحضر رئيس الوزراء الفرنسي أتال الصداقة الألمانية الفرنسية، خلال الاجتماع في برلين، والذي لم يسر على ما يرام، نظرًا لأن الخلاف لم يقتصر فقط على المساعدات لأوكرانيا، لكن الأمر يتركز حول إبرام اتفاقية ميركوسور التجارية.
شدد المستشار أولاف شولتس، على أنه لا يمكن الشكوى من ناحية تراجع نفوذ أوروبا، ومن ناحية أخرى عدم إيجاد سبل لتحسين آفاق النمو في قارة أوروبا، من خلال العلاقات الاقتصادية الجيدة، قائلاً: "إن المفاوضات مع دول ميركوسور مستمرة منذ 20 عامًا، لذا من المرغوب أن تنتهي قريبًا".
وفي المقابل، كرر رئيس الوزراء الفرنسي رفض بلاده للاتفاقية لأن الظروف غير مناسبة، قائلاً: "ولا ينبغي أن تكون أوروبا تحظر بعض أساليب الإنتاج ولكنها تستورد بعد ذلك المنتجات التي يتم تصنيعها بهذه الطريقة".
وقال جابريال أتال: "هذا ما يسمى المنافسة غير العادلة"، قائلاً للمستشار الألماني: "من الممكن ألا نتفق، ويحق لنا ذلك".
ويعد "ميركوسور" واحدًا من أهم التكتلات الاقتصادية في أمريكا اللاتينية، هي عملية تكامل إقليمية، أنشأتها في البداية الأرجنتين، والبرازيل، وباراجواي، وأوروجواي، وانضمت إليها في وقت لاحق فنزويلا .
تأسس التجمع في عام 1991 وجرى تعليق عضوية فنزويلا في عام 2017 التي انضمت رسميًا في يوليو 2012 وفي ديسمبر 2012 وقع بروتوكول انضمام بوليفيا إلى ميركوسور.
تشغل دول تجمع الميركوسور نحو 12 مليون كيلو متر مربع، ويبلغ عدد سكانه نحو 240 مليون نسمة، ويصل حجم الناتج الإجمالي لدوله نحو 1.4 تريليون دولار، ويستورد ما قيمته نحو 280 مليار دولار بما يعني أنه يمثل سوقًا كبيرة للاستهلاك وكذلك الإنتاج.
من ناحية أخرى واجه "أتال" الانتقادات غير المباشرة الأخيرة التي وجهها المستشار الألماني بشأن التوزيع غير المتكافئ لعبء المساعدات المقدمة لأوكرانيا في أوروبا.
وقال أتال: "إن التزامنا سوف يتوسع، لكن الأمر لا يتعلق فقط بحجم التمويل، ولكن أيضًا بجودة المعدات العسكرية، مؤكدًا أن فرنسا ترسل مواد من أحدث جيل إلى أوكرانيا.
من جانبه، أكد شولتس مجددا أنه سيواصل الدعوة إلى أن تقوم الولايات المتحدة وجميع الدول الأعضاء في أوروبا بتقديم مساهمة كبيرة بحيث لا تكون حسابات الرئيس الروسي صحيحة، وهي التوقف عن الدعم الأوكراني.
وشدد وزير خارجية فرنسا على أن "قوة أوروبا تقاس بقوة الصداقة الألمانية الفرنسية، وكان الشعبويون ينتظرون فقط أن يختلف البلدان.
وقال "إنهم يتربصون لاستغلال أدنى الخلافات بيننا لخدمة الغرائز الأساسية والإضرار بأوروبا، لقد اختار ألمانيا عمدًا كوجهة لرحلته الأولى إلى الخارج، وأكد: «سأرفض دائمًا قبول أي إضعاف للصداقة الألمانية الفرنسية».