في ضوء التطورات السياسية والأمنية المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط، تقود الولايات المتحدة جهودًا حثيثة للتوصل إلى تسوية بين دولة الاحتلال الإسرائيلي ولبنان تهدف إلى وقف إطلاق النار على الساحة الشمالية الإسرائيلية.
وتشارك روسيا في هذه الجهود من أجل تحقيق الاستقرار، وسط إشارات إلى إمكانية تحقيق اتفاق قد يغيّر مجرى الأحداث، وفي ظل هذا التقدم، اجتمع المجلس الوزاري لدولة الاحتلال لبحث آخر المستجدات حول هذا المسار، في حين تستمر الاتصالات السياسية والدبلوماسية لضمان وصول الأطراف إلى اتفاق شامل.
تقدم في المفاوضات
وتشير التقارير، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة قد تبادلتا مسودات اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، فيما أجرى المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، عاموس هوشستين، محادثات مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري لتقديم المسودات ومناقشة البنود المقترحة.
وقد شهدت المفاوضات تقدمًا ملموسًا، ما دفع إسرائيل لعقد اجتماع لمجلسها الوزاري الأمني السياسي لمناقشة الوضع الراهن، حيث تناول المجتمعون أيضًا موضوعات تتعلق بصندوق النقد الدولي والمساعدات الإنسانية إلى غزة.
دور الإدارة الأمريكية بين بايدن وترامب
يرى مراقبون أن فرص التسوية ازدادت مع فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، ما جعل الأطراف المعنية تسعى إلى تحقيق استقرار قبل تولي ترامب منصبه رسميًا في يناير المقبل.
وتعد هذه التسوية جزءًا من المصالح الاستراتيجية لكل من إدارة بايدن وترامب، إذ يمثل إنهاء الحرب في لبنان وإرساء الأمن في المنطقة أحد أهداف الطرفين.
مباحثات ديرمر في واشنطن وموسكو
في إطار جهود تحقيق الهدنة، زار وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، العاصمة الروسية موسكو للتشاور حول إمكانية دور روسي في التوصل إلى اتفاق، حيث تدرك إسرائيل أهمية النفوذ الروسي على حزب الله وسوريا وإيران، وفق "يديعوت أحرونوت".
وأكمل ديرمر جولته بزيارة إلى واشنطن لمناقشة الموضوع مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض، مستعرضًا الوضع الأمني في شمال إسرائيل.
بنود الاتفاق المرتقب وتفاصيل التنفيذ
وتتضمن مسودة الاتفاق انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، مع بقاء الجيش الإسرائيلي في الخطوط الأمامية في الفترة الأولى وتحديدًا لمدة 60 يومًا، حيث ينسحب بعد ذلك إلى الخط الأزرق، في هذه الأثناء، يُفترض أن يتولى الجيش اللبناني تدمير البنية التحتية العسكرية لحزب الله في المناطق المحيطة.
وتنص البنود أيضًا على منح إسرائيل حرية العمل العسكري في حالة فشل آلية إنفاذ وقف إطلاق النار، ورغم قبول حزب الله الانسحاب إلى شمال الليطاني، إلا أنه رفض شرط حرية الحركة الإسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية.
وتشير هذه التطورات إلى إمكانية التوصل إلى تسوية شاملة في لبنان في المستقبل القريب، بدعم من الولايات المتحدة وتنسيق روسي وإسرائيلي.
ويمثل هذا الاتفاق خطوة هامة نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة، خاصة إذا نجحت الأطراف المعنية في تحقيق كافة الضمانات اللازمة لمنع عودة التصعيد العسكري.