فيما قد يكون تغييرًا غير مسبوق في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، يُعِّد أعضاء الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب دونالد ترامب قائمة تشمل ضباطًا في الجيش سيتم فصلهم عقب توليه السلطة في نوفمبر المقبل؛ حسبما قال مصدران لوكالة "رويترز".
وقال المصدران المطلعان على تجهيزات ترامب الانتقالية، إن التخطيط للإقالات -التي ربما تشمل هيئة الأركان المشتركة- ما زال في مرحلة مبكرة، وقد يتغير مع التشكيل النهائي لإدارة ترامب الثانية.
وتساءل أحد المصادر عن جدوى "إطلاق النار الجماعي على البنتاجون" (في إشارة لعدد كبير من إقالات القادة)؛ فيما لم يتضح ما إذا كان ترامب نفسه سيؤيد الخطة، على الرغم من أنه -في الماضي- انتقد بشدة قادة مؤسسة الدفاع الذين انتقدوه.
أيضًا، خلال الحملة، تحدث ترامب عن طرد الجنرالات المسؤولين عن "الانسحاب المضطرب" من أفغانستان في عام 2021.
ويأتي الكشف عن خطط إقالة كبار قادة القوات المسلحة الأمريكية بعد يوم من اختيار ترامب لبيت هيجسيث، المعلق في قناة "فوكس نيوز"، والذي أبدى استعداده لـ "تطهير البنتاجون".
وكما قال هيجسيث في كتابه بعنوان "الحرب على المحاربين: وراء خيانة الرجال الذين يحفظوننا أحرارًا"، الصادر عام 2024: "يحتاج الرئيس القادم للولايات المتحدة إلى إصلاح جذري للقيادة العليا في البنتاجون، حتى نكون مستعدين للدفاع عن أمتنا وهزيمة أعدائنا. يجب طرد الكثيرين".
ومن غير الواضح ما إذا كان افتقار هيجسيث للخبرة الإدارية قد يعقد عملية تأكيد تعيينه في مجلس الشيوخ وما إذا كان بديل أكثر تقليدية لهذا المنصب سوف ينفذ مثل هذه الإقالات الشاملة، وفق التقرير.
ميلي وتلاميذه
تضم هيئة الأركان المشتركة أعلى الضباط رتبة في الجيش الأمريكي. بينهم رؤساء الجيش والبحرية ومشاة البحرية والقوات الجوية والحرس الوطني وقوة الفضاء.
نقل تقرير "رويترز" عن أحد المصدرين أن الإدارة القادمة ستركز -على الأرجح- على استهداف وإقالة العسكريين الأمريكيين الذين يُنظر إليهم على أنهم مرتبطون بمارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق في عهد ترامب.
ونُقل عن ميلي في كتاب "الحرب" للمؤلف بوب وودوارد، الذي نُشر الشهر الماضي، وصف ترامب بأنه "فاشي حتى النخاع". كما استهدفه حلفاء ترامب بسبب خيانته المزعومة للرئيس السابق.
وقال المصدر: "كل شخص تم ترقيته وتعيينه من قبل ميلي سوف يرحل. هناك قائمة مفصلة للغاية بأسماء كل من كان مرتبطًا بميلي، وسوف يرحلون جميعًا".
أيضًا، في كتبه "الحرب على المحاربين"، استهدف هيجسيث خليفة ميلي، الجنرال في القوات الجوية سي كيو براون، متسائلًا عما إذا كان سيحصل على الوظيفة لو لم يكن أسود اللون "هل كان ذلك بسبب لون بشرته؟ أم بسبب مهارته؟ لن نعرف ذلك أبدًا، ولكننا دائمًا نشك في ذلك".
ونقلت "رويترز" عن المصدر المطلع على تخطيط عملية الانتقال إن براون سيكون من بين العديد من الضباط الذين "سيغادرون البنتاجون".
ورغم إشارته إلى أن هذا لا يزال مجرد تخطيط مبكر، لكنه قال: "سيتم إقالة رؤساء هيئة الأركان المشتركة وجميع نواب رئيسها على الفور".
بحاجة للتقليص
رغم الأحاديث الدائرة، قلل بعض المسؤولين الأمريكيين -الحاليين والسابقين- من احتمال حدوث مثل هذا التغيير الكبير، قائلين إنه سيكون غير ضروري ومزعج في وقت الاضطرابات العالمية مع اندلاع الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط؛ "رويترز".
وقال المصدر المطلع إنه سيكون من الصعب من الناحية البيروقراطية إقالة واستبدال شريحة كبيرة من كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين، مما يشير إلى أن التخطيط قد يكون مجرد تهديد واستعراض للمواقف من قبل حلفاء ترامب.
لكن المصدر الثاني أشار إلى أن معسكر ترامب يعتقد أن هيئة الأركان المشتركة" بحاجة إلى التقليص"، بسبب ما يُتصور أنها "تجاوزات بيروقراطية"؛ مضيفًا أن مثل هذه التخفيضات قد تكون ممكنة في كيان بحجم الجيش الأمريكي.
وقال: "هؤلاء ليسوا أشخاصًا لا يمكن تعويضهم. بل يمكن تعويضهم بسهولة. والأمر الآخر هو أنه لا يوجد نقص في الأشخاص الذين سيتقدمون للمهمة".
وتابع: "في الحرب العالمية الثانية، كنا نعين بسرعة أشخاصًا في الثلاثينيات من العمر، أو أشخاصًا مؤهلين لتولي مناصب جنرالات. وتعلمون ماذا؟ لقد فزنا بالحرب".