الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

توابع فوز ترامب.. "ستارمر" يسعى لتأمين دعم لأوكرانيا قبل رحيل "بايدن"

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت صحيفة التليجراف البريطانية عن مساعٍ حثيثة يقودها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، لتأمين دعم عسكري ومالي ضخم لكييف قبل تسلم الرئيس المنتخب "دونالد ترامب" مقاليد السلطة في الولايات المتحدة، الذي أثار فوه قلقًا متزايدًا في العواصم الأوروبية حول مستقبل الدعم الغربي لأوكرانيا.

الدبلوماسية العاجلة والمساعي البريطانية

يسعى رئيس الوزراء البريطاني بشكل عاجل لعقد لقاء مباشر مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، على هامش قمة العشرين المرتقبة في البرازيل، الأسبوع المقبل.

وتكشف التليجراف أن المحادثات المرتقبة ستتركز حول محورين رئيسيين، الأول يتعلق بالإفراج عن قرض أمريكي بقيمة 20 مليار دولار لأوكرانيا، والثاني يتعلق بتوسيع نطاق استخدام صواريخ "ستورم شادو" البريطانية-الفرنسية في العمق الروسي.

وفي تفاصيل أوسع كشفتها الصحيفة البريطانية، فإن ستارمر أجرى محادثات مطولة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، إذ خصص الزعيمان 20 دقيقة للحديث المنفرد حول الملف الأوكراني دون حضور المستشارين، في إشارة واضحة إلى حساسية المناقشات.

وأكد متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية، أن المحادثات ركزت على كيفية وضع أوكرانيا في أقوى موقف ممكن قبل حلول فصل الشتاء.

خطة الدعم المالي والعسكري المتكامل

تكشف التفاصيل الدقيقة للخطة البريطانية عن استراتيجية متعددة المحاور لتعزيز قدرات أوكرانيا قبل التغيير المرتقب في البيت الأبيض، فعلى الصعيد المالي، يتركز الجهد على تفعيل التعهدات السابقة لمجموعة السبع، التي أقرت يونيو الماضي، تقديم حزمة قروض بقيمة 50 مليار دولار لكييف.

وتكشف مصادر مطلعة في الحكومة البريطانية أن لندن مستعدة للضغط بقوة على إدارة بايدن للوفاء بحصتها البالغة 20 مليار دولار من هذه الحزمة.

أما على الصعيد العسكري، فيسعى ستارمر للحصول على موافقة أمريكية لتوسيع نطاق استخدام صواريخ "ستورم شادو"، التي تصنعها بريطانيا وفرنسا.

وفي السياق ذاته، برز موقف لافت لرئيس سلاح الجو البريطاني، السير ريتشارد نايتون، الذي أكد أن عدم انتصار أوكرانيا سيكون بمثابة "ضوء أخضر للمعتدين في كل مكان"، في إشارة واضحة لدعمه توسيع نطاق العمليات العسكرية الأوكرانية.

توقيت حرج وتحديات مستقبلية

يكتسب التحرك البريطاني أهمية استثنائية في ضوء تصريحات ترامب المتكررة حول نيته إنهاء الصراع بأوكرانيا في "اليوم الأول" من رئاسته، وانتقاده الشديد للدعم المالي الذي قدمته إدارة بايدن لكييف.

وتشير مصادر دبلوماسية أوروبية إلى مخاوف جدية من أن يضغط ترامب على أوكرانيا للقبول بتسوية تتضمن تنازلات إقليمية دائمة لصالح روسيا.

وتجلى الموقف البريطاني بوضوح في تصريحات ستارمر الأخيرة، خلال توجهه لحضور قمة المناخ "كوب 29" في باكو، إذ أكد التزام بلاده بدعم أوكرانيا "طالما تطلب الأمر ذلك".

وأضاف في تصريحات نقلتها التليجراف: "كان موقفي ثابتًا منذ 4 أشهر، منذ توليت منصب رئيس الوزراء، في جميع المناقشات التي أجريتها. نحتاج إلى وضع أوكرانيا في أفضل موقف ممكن".

تحركات دبلوماسية متوازية

وكشفت الصحيفة أن التحرك البريطاني يتزامن مع جهود دبلوماسية موازية يقودها وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الذي من المقرر أن يطرح نفس المطالب خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، المرتقب في روما في وقت لاحق من الشهر الحالي. 

وتعكس هذه التحركات المتوازية إدراكًا بريطانيًا عميقًا لضرورة استغلال الفترة المتبقية من ولاية بايدن لتأمين أكبر قدر ممكن من الدعم لأوكرانيا.

وتختتم الصحيفة البريطانية تقريرها بالإشارة إلى أن قمة العشرين في ريو دي جانيرو ستمثل فرصة حاسمة للحلفاء لمناقشة تسريع الدعم لأوكرانيا، خاصة مع حضور كل من ستارمر وبايدن وماكرون.