ارتفع مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة بنسبة 2.6% في اثني عشر شهرًا حتى أكتوبر الماضي، وهو ارتفاع طفيف عن الشهر السابق. في حين استقر المقياس الذي يستبعد الغذاء والطاقة عند 3.3%، حسبما قالت وزارة العمل الأمريكية، اليوم الأربعاء.
ويلفت تقرير لموقع "أكسيوس" إلى أن "الجزء الأسوأ من صدمة التضخم انتهى. ولكن ضغوط الأسعار تبدو عنيدة، وربما تكون جهود التقدم نحو تجميد تلك الضغوط متوقفة".
وكان التضخم هو الشاغل الاقتصادي الرئيسي للأمريكيين قبل انتخابات عام 2024. وساعد الغضب من الأسعار المرتفعة التي جلبتها إدارة الديمقراطي جو بايدن في تغذية عودة الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
تضخم عنيد
ارتفع مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة من 2.4% في العام المنتهي في سبتمبر. وظل المقياس الأساسي عند 3.3% منذ يونيو.
وعلى أساس شهري، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.2%، بنفس وتيرة الأشهر الثلاثة السابقة. كما ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأساسي بنسبة 0.3% للشهر الثالث على التوالي.
مع هذا، فالتضخم أقل بكثير من ذروته البالغة 9% التي تم الوصول إليها في عام 2022. وقد حول بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مخاوفه المستمرة منذ سنوات بشأن التضخم إلى محاولة الحفاظ على سوق العمل من خلال خفض أسعار الفائدة.
لكن في الواقع، فإن الأمريكيين يهتمون بالأسعار "ومن غير المرجح أن تتراجع أسعار العديد من السلع والخدمات إلى مستويات ما قبل الجائحة. وهذا من شأنه أن يشير إلى ضعف اقتصادي"، حسب "أكسيوس".
وكان بنك الاحتياطي الفيدرالي قد خفض أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي الأسبوع الماضي. وبدا من المرجح أن يفعل المسؤولون ذلك مرة أخرى في ديسمبر، رغم أن التضخم يجعل الأمر أكثر غموضًا.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم بأول، للصحفيين الأسبوع الماضي: "بشكل عام، اقترب التضخم كثيرًا من هدفنا على المدى الأبعد البالغ 2%، لكن التضخم الأساسي لا يزال مرتفعًا إلى حد ما".
إلغاء البنك الفيدرالي
حملت عودة الرئيس المنتخب ترامب إلى البيت الأبيض بوادر تغييرات جذرية في بنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث يسعى عدد من داعموه لجذب التأييد نحو إلغاء بنك الاحتياطي الفيدرالي.
ومن الداعمين للفكرة الملياردير التقني إيلون ماسك -الذي من المتوقع أن يكون له تأثير كبير في المساعدة في تشكيل سياسات ترامب- والسيناتور الجمهوري من يوتا مايك لي.
وكان "لي" قد قال في منشور على "إكس" بعد ساعات من تصريح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، للصحفيين، بأنه لن يستقيل إذا طلب منه ترامب ذلك، إنه "يجب أن تكون السلطة التنفيذية تحت إشراف الرئيس".
وأضاف لي: "إن بنك الاحتياطي الفيدرالي هو أحد الأمثلة العديدة على كيفية انحرافنا عن الدستور في هذا الصدد. وهذا سبب آخر يجعلنا نطالب بإنهاء بنك الاحتياطي الفيدرالي".
لكن عندما سُئلت كارولين ليفات، المتحدثة باسم فريق ترامب الانتقالي، عن موقف ترامب من هذه المسألة، قالت لـ CNN: "لا ينبغي اعتبار السياسة رسمية إلا إذا جاءت من الرئيس ترامب مباشرة".
وحتى الآن، لم يعرب ترامب علنًا عن دعمه لتفكيك بنك الاحتياطي الفيدرالي، ولكنه دعا خلال حملته الانتخابية إلى تغيير قواعد البنك المركزي، وهو ما أثار استياء العديد من خبراء الاقتصاد.