الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ترامب ليس في جيب نتنياهو.. الخلافات تخيم على العلاقة بين واشنطن وتل أبيب

  • مشاركة :
post-title
بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ودونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يبدو أن فرحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية قد تكون سابقة لأوانها، إذ كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن تعقيدات وخلافات عميقة قد تطفو على السطح بينهما، خلال الولاية الرئاسية الثانية والأخيرة لترامب.

انقسام داخلي وتباين المواقف

في تحليل معمق للمشهد الإسرائيلي الداخلي، أوضحت "هآرتس" أن المجتمع الإسرائيلي يشهد انقسامًا حادًا في موقفه من نتائج الانتخابات الأمريكية، إذ ذكرت أن 65% من الإسرائيليين كانوا يأملون في فوز ترامب، لكن المعسكر الليبرالي ومعارضي نتنياهو أصيبوا بحالة من الإحباط الشديد، خاصة بعد هزيمة كامالا هاريس، وإقالة وزير الدفاع يوآف جالانت، ما عزز من الحكم السلطوي لنتنياهو.

وكشفت الصحيفة العبرية أن نتنياهو كان من أوائل زعماء العالم الذين سارعوا لتهنئة ترامب، مستذكرًا غضب الأخير عليه عندما هنأ جو بايدن بفوزه في انتخابات 2020، حتى وإن جاءت التهنئة متأخرة وبتردد.

ملف الحرب والمساعدات

وفي تفاصيل مثيرة كشفتها "هآرتس"، يتضح أن الخلافات بين ترامب ونتنياهو أعمق مما يظن كثيرون، إذ أكدت الصحيفة أن ترامب كرر مرارًا موقفه الداعي لإنهاء الحرب، وتعهد في خطاب النصر ليلة الثلاثاء، بوضع حد لجميع النزاعات، وهو ما يتعارض بشكل مباشر مع استراتيجية نتنياهو الرامية إلى مواصلة الحرب في غزة ولبنان.

وأشار التقرير إلى أن ريتشارد جرينل، مستشار حملة ترامب والسفير الأمريكي السابق في ألمانيا، والمرشح البارز لمنصب مستشار الأمن القومي، يدعم التوصل إلى تسوية لإنهاء الحرب.

ورافق جرينل ترامب في لقائه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إذ اقترحا إنشاء منطقة حكم ذاتي في المناطق التي تسيطر عليها روسيا لإنهاء الحرب.

المساعدات الأمريكية على المحك

كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن تحديات جدية تواجه مستقبل المساعدات الأمريكية لإسرائيل، فبحسب الصحيفة، تقف إسرائيل على أعتاب مرحلة حاسمة مع اقتراب موعد تجديد اتفاقية المساعدات العسكرية الأمريكية، المعروفة باسم "مذكرة التفاهم"، التي وقعت عام 2015 لمدة 10 سنوات وتنتهي في 2025.

وأوضحت الصحيفة أن المفاوضات المرتقبة حول تجديد هذه الاتفاقية ستكون مختلفة هذه المرة، إذ ستبدأ في ظل إدارة ترامب الجديدة التي تتبنى سياسة "لا وجبات مجانية"، كما يرددها الرئيس المنتخب دائمًا.

وتشير "هآرتس" إلى أن فريق ترامب الاقتصادي، بما في ذلك سكوت بيسنت، المرشح لمنصب وزير الخزانة، يشاركون ترامب هذه النظرة.

وفي سياق متصل، لفتت الصحيفة إلى مؤشر مقلق لإسرائيل يتمثل في موقف الأغلبية الجمهورية في الكونجرس من حزمة المساعدات الطارئة التي أقرتها إدارة بايدن مؤخرًا، إذ عطل الجمهوريون المساعدات الطارئة البالغة 14 مليار دولار لإسرائيل، واستخدموها كورقة ضغط في مواجهة مساعي البيت الأبيض لزيادة المساعدات والإمدادات العسكرية لأوكرانيا.

وخلصت الصحيفة إلى أن إجمالي ما قدمته الولايات المتحدة للدفاع عن إسرائيل، خلال العام الماضي، بلغ 22 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم قد يكون مثار تساؤل في إدارة ترامب الجديدة.

دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو
السياسة الخارجية والقضية الفلسطينية

كشفت "هآرتس" عن نقطة خلاف جوهرية أخرى تتمثل في ميل ترامب ومستشاريه والعديد من قيادات المؤسسة الجمهورية نحو سياسة العزلة، ومعارضتهم لدور أمريكا كشرطي للعالم.

وصرّح ترامب برغبته في سحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط، واصفًا المنطقة بأنها مجرد كثبان رملية.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حذرت الصحيفة العبرية من أن نتنياهو ووزراءه من اليمين المتطرف يصطدمون بموقف ترامب المختلف عن توقعاتهم، إذ سبق لترامب، من خلال صهره جاريد كوشنر، أن منع نتنياهو من ضم بعض الأراضي من دول مجاورة وأجبره على قبول "صفقة القرن"، التي اعترفت بحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة على 70% من أراضي الضفة الغربية.

عوامل إضافية تهدد العلاقة

وأضافت "هآرتس" أن ثمة عوامل أخرى قد تؤثر سلبًا على العلاقة بين ترامب وإسرائيل، فالرئيس المنتخب غاضب من اليهود الأمريكيين، الذين صوت 79% منهم لصالح الديمقراطيين.

كما أن لترامب صهرًا من أصول لبنانية، وبذل جهدًا خاصًا للتواصل مع المجتمعات المسلمة خلال حملته الانتخابية، متعهدًا بإنهاء الحرب في غزة.

ولفتت الصحيفة إلى أن بعض اليهود الأثرياء الذين تبرعوا بمئات الملايين من الدولارات لحملة ترامب يكنون كراهية شديدة لنتنياهو، وعلى رأسهم مريام أدلسون، التي تحمل ضغينة شخصية تجاهه.

وخلصت "هآرتس" إلى أن ترامب، المعروف بتقلباته وقراراته غير المتوقعة، لن يكون أداة طيعة في يد نتنياهو كما يعتقد البعض، مشيرة إلى أن العلاقة بين الرجلين قد تشهد منعطفات حادة في الفترة المقبلة، خاصة مع تضارب المصالح والرؤى بين الجانبين في العديد من الملفات الحساسة.