حصلت جهود إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان على دفعة، إذ ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أبلغ إدارة بايدن، أنه يتوقع رؤية تقدم في الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين -لم يُكْشَفْ عن هويتهم- أن المبعوث الأمريكي الخاص آموس هوكشتاين واثق من أن إسرائيل وحزب الله سيتمكنان من التوصل إلى اتفاق، وإنهاء أكثر من عام من القتال عبر الحدود، والعملية البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين، إنّ "فرص التسوية في لبنان تحت قيادة هوكشتاين، وبتشجيع من ترامب، تتزايد".
وأفادت تقارير بأن هوكشتاين سيستأنف جهود الوساطة بين لبنان وإسرائيل في محاولة لحل الأزمة الراهنة، موضحًا أن هذه الوساطة تأتي في إطار مساعي إدارة الرئيس جو بايدن "لترك بصمتها" قبل انتهاء ولايتها.
وقال مسؤولون أمريكيون إنّهم سيبذلون جهدًا أخيرًا للتوصل إلى صفقات بشأن الصراعات، على الرغم من أنه من غير الواضح مدى النفوذ الذي يتمتعون به على إسرائيل والجهات الفاعلة الأخرى في المنطقة، التي تركز الآن على إدارة ترامب المقبلة.
وفي أكتوبر الماضي، وقبل الانتخابات الرئاسية التي أُجريت الثلاثاء الماضي 5 نوفمبر، تعهد ترامب بإنهاء "المعاناة والدمار في لبنان". وأضاف في ذلك الوقت: "أريد أن أرى الشرق الأوسط يعود إلى السلام الحقيقي، السلام الدائم، وسوف ننجز ذلك على النحو الصحيح حتى لا يتكرر كل 5 أو 10 سنوات".
وكشفت إذاعة جيش الاحتلال، أن الوزير الإسرائيلي للشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، أجرى زيارة سريّة إلى روسيا الأسبوع الماضي، سعيًا للتوصل إلى تسوية مع لبنان"، مشيرة إلى أن من المتوقع أن تلعب روسيا دورًا مهمًا في اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، إذا تم التوصل إليه بين إسرائيل وحزب الله، لضمان تغيير الوضع في لبنان ومنع تسليح الجماعة اللبنانية.
في السياق ذاته، أفادت القناة 12 الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر، بأن "ديرمر يغادر إلى واشنطن، لمناقشة التفاصيل بشأن التسوية مع لبنان".
وأيضًا، ذكرت القناة أن الحكومة الإسرائيلية "تدرس بجدية خيار التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار مؤقت مع حزب الله"، في ظل المخاوف الجدية في أوساط صناع القرار في تل أبيب، من احتمال صدور قرار من مجلس الأمن الدولي قد يقيد بشكل كبير حرية إسرائيل العسكرية.
وأشار التقرير إلى أن تفاصيل الاتفاق غير معروفة حتى الآن، مضيفًا أنه وفقًا للتقديرات الإسرائيلية، فإن مجلس الأمن قد يدعو إلى وقف القتال الإسرائيلي في غزة أو فرض قيود على إسرائيل.
ولفتت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إلى أن التقدير في إسرائيل هو "أن ما يتم بحثه في واشنطن هو تمرير قرار ملزم في مجلس الأمن الدولي، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله"، وتابعت: "لنتذكر أن هذا هو الوقت الذي يتحدث فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الحاجة والنية لطرح مثل هذا القرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وسعت إدارة بايدن إلى إنجاز اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، قبل الانتخابات الرئاسية التي فاز بها ترامب.
وقبل أقل من أسبوع من الانتخابات، وصل مبعوثا بايدن (آموس هوكشتان وبريت ماكجورك) لإسرائيل، بحثًا عن أي حلول ملموسة بشأن حربي غزة ولبنان.
ونهاية أكتوبر الماضي، اجتمع هوكشتاين وماكجورك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، ورئيس جهاز "الشاباك" رونان بار، ورئيس "الموساد" ديفيد برنياع، ومسؤولين إسرائيليين آخرين.
وفشل مبعوثا بايدن في إقناع المسؤولين الإسرائيليين بالتوصل إلى اتفاق نهائي، بوقف إطلاق النار مع حزب الله.
وذكرت "هيئة البث الإسرائيلية" أن واشنطن وضعت مقترحًا لتطبيق هدنة تستمر 60 يومًا، ينسحب فيها "حزب الله" من الحدود الجنوبية للبنان، وتتوقف هجمات الطرفين، مع نشر 10 آلاف من قوات الجيش اللبناني في الجنوب.
لكن دبلوماسيين قالا لـ"رويترز"، إنّ "الجهود الدبلوماسية فشلت لأن المقترح غير قابل للتطبيق"، وذكر مسؤول غربي للوكالة: "المقترح غير واقعي تمامًا بسبب العبء الذي يحمله للجيش اللبناني من أجل حل هذه المشكلات".
واعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أن "التصريحات الإسرائيلية والمؤشرات الدبلوماسية التي تلقاها لبنان تؤكد العناد الإسرائيلي في رفض الحلول المقترحة والإصرار على نهج القتل والتدمير"، مشيرًا إلى إصرار جيش الاحتلال على منحه حرية التحرك العسكري داخل الأراضي اللبنانية لمواجهة أي تهديد محتمل.
كما نعى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري المبادرة الأمريكية الأخيرة لوقف النار في لبنان، معلنًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "رفض خارطة الطريق اللبنانية التي توافقنا عليها مع (المبعوث الأمريكي إلى لبنان) هوكشتاين"، مشيرًا إلى أن الحراك السياسي لحل الأزمة "تم ترحيله إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية".