في تطور ملحوظ داخل الحكومة الإسرائيلية، أقر رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال جلسة مجلس الوزراء بمسؤوليته عن عملية تفجيرات "بيجر" التي استهدفت أجهزة اتصال تابعة لحزب الله، إضافة إلى اغتيال قادة الحزب وعلى رأسهم زعيمه حسن نصر الله.
يأتي هذا الاعتراف في سياق تجاذب داخل أروقة الحكومة بشأن السياسات الأمنية، ليكشف عن تباينات عميقة بين القادة الأمنيين والسياسيين، ما يعكس تعقيد الأوضاع في المنطقة ودور إسرائيل في ظل الظروف الراهنة، وفق تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
نتنياهو ينتقد جالانت
في أول جلسة لحكومة الاحتلال بعد إقالة وزير الدفاع يوآف جالانت، وجّه نتنياهو انتقادات ضمنية لجالانت، مشيرًا إلى أن بعض المسؤولين في المؤسسة الأمنية عارضوا خطة استهداف زعيم حزب الله، حسن نصر الله، وأعمالًا عسكرية أخرى في المنطقة.
وبيّن نتنياهو أن البعض في الحكومة، ومنهم جالانت، ترددوا بسبب إحجام الولايات المتحدة عن التعاون، إلا أنه أصر على تنفيذ الخطط رغم المعارضة.
نتنياهو يفتح النار على الإعلام
أكد نتنياهو خلال اللقاء أن الحملات الإعلامية ضد الحكومة لا تخلو من "التضليل"، مشيرًا إلى أن مثل هذه الحملات تؤدي إلى تقوية موقف حركة حماس بدلًا من إضعافها، على حد زعمه.
ورأى نتنياهو، أن المعارضة الداخلية والتشكيك في قرارات الحكومة تمنح حماس دافعًا خفيًا للتمسك بمواقفها المتشددة، ما يعقّد الموقف الإسرائيلي.
إعلان مسؤولية تفجيرات "بيجر"
تعد تصريحات نتنياهو في هذه الجلسة الأولى من نوعها التي تتحمل فيها إسرائيل رسميًا مسؤولية عملية "البيجر" ضد حزب الله، التي نُسبت سابقًا إلى الموساد في تقارير أجنبية.
ووفقًا لما نشرته "رويترز"، تضمنت العملية تفجير آلاف من أجهزة الإنذار التابعة لحزب الله، في خطوة تهدف إلى زعزعة شبكة الاتصالات الخاصة بالتنظيم.
وشهدت الجلسة جدلًا بين نتنياهو وبعض الوزراء حول مسألة الالتزام بحضور جلسات الحكوم، ووبّخ نتنياهو الوزراء الذين تغيبوا، مؤكدًا أهمية الحضور في الوقت المناسب، فيما أبدى بعض الوزراء عدم رضاهم بسبب تأخر بدء الاجتماعات.
تفاصيل عملية النداء ونتائجها
أفادت "رويترز" بأن عملية "البيجر" تضمنت زراعة أجهزة إنذار مزودة بشحنات متفجرة في مناطق تابعة لحزب الله في لبنان.
وشملت الأجهزة تكنولوجيا متقدمة تُمكّنها من العمل دون اكتشافها من خلال أجهزة الأشعة السينية التقليدية، ما أدى إلى إحداث أضرار جسيمة في صفوف التنظيم.