أبدى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، قلقه من معاملة إيران للمحتجين المعتقلين، مؤكدًا إن السلطات ترفض الإفراج عن بعض جثث القتلى، بينما نفت إيران مزاعم جماعات حقوق الإنسان بأنها تُسيء معاملة السجناء بحسب وكالة أنباء "رويترز".
فى الوقت ذاته، استمرت الاحتجاجات فى إيران، اليوم الجمعة، ونشر نشطاء مقاطع مصورة (فيديو) لحشود تهتف بموت الزعيم الأعلى للبلاد وميليشيا الباسيج التي أطلقها لقمعهم.
وعصفت الاحتجاجات بالجمهورية الإسلامية منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاما) في مقر للشرطة الشهر الماضي.
وتجددت الاحتجاجات بعد يومٍ من قيام مجلس أمن إقليم سيستان وبلوخستان بإقالة قائد شرطة زاهدان وقائد قسم شرطة قريب من المكان الذي قُتل فيه عشرات المحتجين قبل أربعة أسابيع، في أعنف حملة قمع منذ بدء الاحتجاجات على مستوى البلاد.
وقال المجلس إنه سيجرى تعويض أسر الضحايا، كما أُعلن "فتح تحقيق قانوني قد يؤدي إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد من أثاروا العنف ومثيري الشغي، وأي مسؤولين يُشتبه في ارتكابهم مخالفات".
مطالب بالعدل
في مدينة زاهدان، رحب رجل الدين السني البارز، مولوي عبد الحميد إسماعيل، بالخطوة لكنه دعا إلى تحقيق مستقل في عمليات القتل، وقال إنه ينبغي تقديم أي مسؤول كبير ضالع في حملة القمع إلى العدالة.
وطالب "عبد الحميد"، في خطبة صلاة الجمعة، مجلس الأمن والحكومة بإقالة المسؤول المذنب وتقديمه للمحاكمة، وجاء في موقعه الرسمي على الإنترنت أنه "طالب بأن يدين كبار المسؤولين هذه الجريمة أولا، ثم يقوموا بمحاكمة ومعاقبة من قتل الناس وأمروا بإطلاق النار".
وألقت وكالة أنباء فارس، التي تعتبر مقربة من الحرس الثوري، باللوم في أعمال العنف في زاهدان على المحتجين.
وجاء في تقرير للوكالة أن عددا من مثيري الشغب كانوا يطلقون النار على الأشخاص وقوات الأمن من فوق أسطح المنازل أثناء اضطرابات اليوم، مما أدى إلى إصابة طفل يبلغ من العمر 12 عامًا بالرصاص في وجهه ولقى حتفه.
سوء معاملة
اتهمت وزارة الاستخبارات وجهاز الاستخبارات الخاص بالحرس الثوري، اليوم الجمعة، وكالات تجسس من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل والسعودية بتدبير الاضطرابات، لزعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية.
وقال الجهازان الأمنيان في بيان مشترك: "المراقبة الدقيقة على مدار أكثر من عام والوثائق التي جرى الحصول عليها خلال الاضطرابات الأخيرة تقدم أدلة كثيرة على الدور الواسع الذي لعبه النظام الإرهابي الأمريكي في تدبير الاضطرابات وتنفيذها واستمرارها".
وبثّ التلفزيون الرسمي مظاهرات نظمتها الحكومة في جميع أنحاء البلاد، للتنديد بـ"هجوم شيراز" على الهواء مباشرة، ولوّح المتظاهرون بالعلم الإيراني، وحملوا صور خامنئي، ورددوا هتافات "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل".