أثارت إعادة انتخاب دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، مخاوف داخلية بالشارع الإيراني بشأن إمكانية تجدد الصدام بين إسرائيل وإيران في فترة العشرة أسابيع التي تسبق تنصيبه، وذلك على الرغم من وعده في خطاب النصر بوقف الحروب.
أكثر صرامة
وينقسم الإيرانيون حول ما ستجلبه الولاية الثانية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ففريق يتوقع حربًا شاملة بين طهران وواشنطن، ولا سيما مع احتدام الصراعات الأخرى في المنطقة، وآخر يتمسك بالأمل في أن ينخرط ترامب في دبلوماسية غير متوقعة، على غرار ما فعله مع كوريا الشمالية، إلا أن الجميع على يقين تام بأن شيئًا ما سوف يتغير في العلاقات الأمريكية الإيرانية.
ووفقًا لوكالة "أسوشيتيد برس"، توقع المحلل السياسي أحمد زيد أبادي أن "ترامب سيستخدم أدوات أكثر صرامة ضد إيران"، مضيفًا "أن المسؤولين الإيرانيين سوف يستمرون في رفضه وهذا قد يجعله يصعّد من ضغوطه".
وفي حين عبر المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، مرارًا وتكرارًا عن اشمئزازه من ترامب، فقد أبقى الرئيس مسعود بزشكيان الباب مفتوحًا للمحادثات مع ترامب سعيًا للحصول على تخفيف العقوبات الدولية لدعم الاقتصاد المتدهور.
ونقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" حيرة المحللين من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي شجعه النجاح الانتخابي لحليفه القوي ترامب، قد يميل إلى التصرف بحزم ضد طهران خلال الأيام الأخيرة لإدارة بايدن.
الخوف من العقوبات
وعلى مستوى الشارع، فيخشى بعض الإيرانيين فرض المزيد من الضغوط الاقتصادية مع وجود ترامب في البيت الأبيض إذا استمر في نفس السياسة الصارمة التي تبناها في ولايته الأولى.
وقال حميد رضا وهو معلم متقاعد (66 عامًا) في مدينة رشت الشمالية لوكالة "رويترز": "أشعر بخيبة أمل لفوز ترامب.. هذا يعني المزيد من الضغوط الاقتصادية وتصاعد خطر الحرب مع إسرائيل.. أنا قلق للغاية".
وذكر نادر وهو موظف حكومي، 34 عامًا، وهو أب لطفلين في مدينة الأهواز الجنوبية: "لا يهمني من هو الرئيس الأمريكي، همي الرئيسي هو اقتصاد إيران، فإذا رفعوا العقوبات عنها، فسيكون ذلك أمرًا جيدًا".
مناقشة التهديد
وبعد وقت قصير من ظهور نتيجة الانتخابات الأمريكية، تحدث نتنياهو إلى ترامب لتهنئته بفوزه.
ووفقًا لبيان من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، ناقش ترامب ونتنياهو التهديد الإيراني في مكالمة هاتفية إلى جانب الحاجة إلى تعزيز أمن إسرائيل.
وأوضح المكتب في بيان له، "أن المحادثة كانت دافئة وودية"، وقال إنهما ناقشا "التهديد الإيراني"، وضرورة العمل معًا من أجل أمن إسرائيل.
وكان نتنياهو من أوائل المهنئين لترامب بإعادة انتخابه رئيسًا لأمريكا، حيث قال في منشور على موقع التواصل الاجتماعي" إكس": "عودتك التاريخية إلى البيت الأبيض تمنح الولايات المتحدة بداية جديدة، وتجدد الالتزام بالتحالف العظيم بين إسرائيل والولايات المتحدة".