في خضم التوترات الإقليمية المتصاعدة، يتنامى القلق الدولي بشأن استعدادات إيران لشن هجمات عسكرية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، وسط تبادل للاتهامات والتصريحات النارية من الطرفين.
وبينما تتزايد التحذيرات من احتمالات هجوم وشيك، تتجه الأنظار إلى الإجراءات العسكرية التي تتخذها كل من الولايات المتحدة وإيران، التي تنذر بمواجهة عسكرية واسعة قد تتجاوز حدود الشرق الأوسط.
الموقف الإيراني
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال اجتماع لمجلس الوزراء، بأن إيران تسعى نحو الاستقرار والسلام في المنطقة، متهمًا الولايات المتحدة والدول الغربية باتباع سياسات مخادعة، وفقًا لوكالة "إرنا" الإيرانية.
وأضاف الرئيس الإيراني أن ما يحدث من أزمات هو من صنع إسرائيل، بدعم من واشنطن، مشيرًا إلى أن طهران تتحلى بضبط النفس حرصًا على وقف إطلاق النار وحماية الأبرياء.
وعلى الرغم من دعوات بزشكيان للسلام، إلا أن مصادر مطلعة ووفق القناة الـ12 العبرية، أكدت أن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أعطى موافقته لتنفيذ هجوم عسكري ضد إسرائيل، في خطوة تأتي كرد على الهجمات الإسرائيلية ضد مصالح إيرانية.
وتحدث إسماعيل كواساري، العضو السابق في الحرس الثوري الإيراني، عن التوافق بين أعضاء المجلس على ضرورة الرد العسكري بالتنسيق مع جبهة المقاومة، مشيرًا إلى أن الهجوم المقبل قد يكون أشد من الهجمات السابقة.
استعدادات أمريكية
وردًا على تهديدات إيران، عمدت الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات عسكرية مكثفة في المنطقة، حيث أعلنت عن نشر قاذفات B-52 في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما وصفته واشنطن برسالة واضحة لإيران.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل في حال وقوع أي هجوم، بطائرات مقاتلة إضافية وطائرات للتزود بالوقود، لتعزيز جاهزية الرد السريع.
ويعد نشر هذه القاذفات في الشرق الأوسط خطوة ذات دلالات كبيرة، فقد أوضحت مصادر أمريكية أن هذا الانتشار يأتي كإجراء رادع لإيران، في ظل احتمالية شن هجوم واسع ضد أهداف إسرائيلية، بما في ذلك المنشآت النووية.
وعلى الرغم من التوقعات بأن الدعم الأمريكي سيكون محدودًا فيما يتعلق بضرب المنشآت الإيرانية، إلا أن هذه التحركات تأتي كإشارة تهديد واضحة لطهران.
تعزيز التعاون العسكري
وضمن إطار التنسيق المستمر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، زار الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، إسرائيل والتقى عددًا من المسؤولين العسكريين، من بينهم رئيس الأركان هرتسي هاليفي، لبحث الجوانب الأمنية المشتركة والتحضير لمواجهة أي تصعيد محتمل.
وأكدت المصادر أن هذه الزيارة تأتي في وقت حساس، بهدف التنسيق بين الجانبين لمواجهة أي تحركات عسكرية قد تشنها إيران.
وإضافة إلى تعزيز القوة الجوية، قامت البحرية الأمريكية بإرسال سفن حربية إضافية مزودة بقدرات متطورة لاعتراض الصواريخ الباليستية، تحسبًا لأي هجوم إيراني محتمل.
ويأتي ذلك في سياق استعداد الولايات المتحدة لملء الفراغ المتوقع في المنطقة، مع مغادرة حاملة الطائرات أبراهام لينكولن، إلى جانب السفن الهجومية المرافقة لها، ومن المنتظر أن تصل حاملة الطائرات هاري ترومان قريبًا لتقديم الدعم في حال اندلاع أي مواجهة.
إيران وجبهة المقاومة
وتشير تقديرات إلى أن الرد الإيراني المتوقع قد يكون من خلال الميليشيات الموالية لإيران، سواء من داخل العراق أو عبر جبهة المقاومة.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تصاعدت هجمات الميليشيات على إسرائيل، ما يثير تكهنات بأن الهجوم المقبل قد يتضمن استخدام طائرات بدون طيار أو صواريخ متطورة، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى دعم إسرائيل عبر نشر بطاريات الدفاع الجوي ثاد لحمايتها من الهجمات الصاروخية.
في ظل التصريحات المتوترة والتصعيد العسكري المستمر، يترقب العالم ما ستؤول إليه الأحداث بين إيران وإسرائيل، مع احتمالية دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في الشرق الأوسط.