"السراب الأحمر" أو "التحول الأزرق".. مصطلحان يشيران إلى الظاهرة التي يتم فيها محو تقدم الجمهوريين الواضح في وقت مبكر بعد إغلاق صناديق الاقتراع في ليلة الانتخابات، من خلال فرز الأصوات البريدية في وقت لاحق من مساء يوم الانتخابات، أو في الأيام التي تليها.
كان المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب أشار إلى "السراب الأحمر" لدعم مزاعمه التي لا أساس لها من الصحة بشأن تزوير الانتخابات، في حين كان ذلك في الواقع نتيجة لارتفاع التصويت بالبريد والقواعد الغريبة في كثير من الأحيان حول متى يمكن فرز هذه البطاقات.
في عام 2020، تكررت هذه الظاهرة في أماكن بطيئة الفرز مثل كاليفورنيا، التي يغلب عليها الطابع الديمقراطي، حيث يتم إرسال بطاقة اقتراع بالبريد إلى كل ناخب مسجل. وهذا يعني أن التحول في التصويت الشعبي قد يحدث حتى لو لم يؤخر معرفة نتائج الانتخابات الرئاسية.
وفي عام 2020 أيضًا، لم يعكس عدد الأصوات تقدم جو بايدن في جورجيا حتى وقت مبكر من صباح يوم 6 نوفمبر، عندما أظهر فيل ماتينجلي من شبكة "سي إن إن" للمشاهدين على الحائط السحري، أن دفعات صغيرة من الأصوات كانت قيد الفرز، ما أثّر على الانتخابات المتقاربة للغاية.
كما شهد عام 2016 تحولًا في موقف الجمهوريين، لكنه لم يكن حاسمًا. وكما كتب مارشال كوهين من "سي إن إن"، عندما عرضت المرشحة الديمقراطية آنذاك هيلاري كلينتون اعترافها بخسارتها أمام الأمريكيين في اليوم التالي ليوم الانتخابات، كانت لا تزال متأخرة في التصويت الشعبي. ورغم أن تدفق الأصوات لم يكن كافيًا لإيصالها إلى البيت الأبيض، إلا أنه كان أكثر من كافٍ لمنحها ميزة ملايين الأصوات في التصويت الشعبي.
ومن المهم أن نتذكر أنه في حين قد تتوقع شبكات الأخبار الفائز عندما يتضح من سيفوز، فإن السباقات لا يتم التصديق عليها رسميًا إلا في وقت لاحق، وتختلف مواعيد التصديق من ولاية إلى أخرى، لكن آخر موعد لها جميعا حتى 11 ديسمبر 2024، لإكمال إعادة فرز الأصوات، إذا لزم الأمر، وتسوية النزاعات حول النتائج الرئاسية.