في الوقت الذي يشهد حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المُتطرف صعودًا ملحوظًا في الساحة السياسية الألمانية، يثير كشف جديد حول ماضي قادته العائلي الجدل حول علاقة الحزب بالحقبة النازية.
ونقلت صحيفة "فيلت أم زونتاج" الألمانية تفاصيل مثيرة حول التاريخ العائلي لزعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني، أليس فايدل، لتكشف عن ارتباط جدها هانز فايدل بجيش الزعيم الألماني أدولف هتلر خلال الحرب العالمية الثانية.
تاريخ الجد النازي
وفقًا لتقرير "فيلت أم زونتاج" الألمانية، استندت الصحيفة إلى وثائق من الأرشيف الألماني والبولندي، كشفت أن هانز فايدل، جد أليس فايدل زعيمة "البديل من أجل ألمانيا"، الذي انضم إلى الحزب النازي منذ عام 1932.
وارتقى فايدل سريعًا في صفوف الحزب، لينضم إلى قوات الأمن الخاصة النازية ويعين قاضيًا عسكريًا في وارسو بناءً على قرار من أدولف هتلر.
دور جد فايدل في النظام النازي
استعرض التقرير المهام التي شغلها فايدل في الحزب النازي، إذ عمل في دعم القوانين العرقية ومناصرة الدعاية النازية، وبعد الغزو الألماني لبولندا، حصل على رتبة ضابط وأصبح قاضيًا عسكريًا عام 1942 في وارسو.
وتُشير الوثائق إلى أن فايدل حصل على الثناء من قادته، ما أدى لترقيته كقاضٍ أعلى، وهو المنصب الذي تمت الموافقة عليه بتوقيع هتلر شخصيًا.
محاولة التهرب من الماضي
عندما طُلب من أليس فايدل التعليق على هذه التقارير، قالت عبر متحدثتها إنها لم تكن على علم بتفاصيل حياة جدها الذي توفي، عندما كانت في السادسة من عمرها.
وأضافت أن هناك خلافات عائلية حالت دون تواصله مع العائلة، وتؤكد أنها لم تسمع الكثير عن تفاصيل حياته؛ نظرًا لكونه بعيدًا عن العائلة.
إرث الحزب النازي
يُذكر أن حزب "البديل من أجل ألمانيا"، الذي تتزعمه أليس فايدل حاليًا، واجه انتقادات متكررة لمحاولته التقليل من أهمية الحقبة النازية.
وفي عام 2018، شبه زعيم الحزب آنذاك، ألكسندر جاولاند، الحقبة النازية بأنها تمثل "فضلات طيور" في تاريخ ألمانيا، كما وصف بيورن هوك، رئيس فرع الحزب في تورينجيا، نصب المحرقة التذكاري بـ"نصب العار"، ودعا إلى "تغيير جوهري" في ثقافة ذكرى المحرقة.
تأثير الكشف على مكانة الحزب
يأتي هذا الكشف في وقت يستعد فيه حزب "البديل من أجل ألمانيا" لتعزيز مكانته في الانتخابات المقبلة بعد نجاحاته الانتخابية في ثلاث ولايات ألمانية شرقية.
ورغم ثقل هذه المعلومات حول الجد النازي، فإنها قد لا تؤثر سلبًا في قاعدة داعمي فايدل التي تتماشى في كثير من مواقفها مع أفكار الحزب، خصوصًا في المناطق التي شهد فيها الحزب توسعًا كبيرًا.