أكد جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق (في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب) أن السياسة الخارجية الأمريكية لم تكن من القضايا الرئيسية في الانتخابات الحالية، أو ضمن القضايا وبنود الحملات الانتخابية للمرشحين.
وأضاف "بولتون"، خلال لقاء خاص مع "القاهرة الإخبارية"، أنه بإلقاء نظرة بعيدة المدى على الصراع الحالي في الشرق الأوسط، فإن الإدارة الأمريكية لم تتمكن من التعامل مع التهديد الرئيسي المتمثل في إيران.
ويعتقد "بولتون" أن الرئيس الأمريكي جو بايدن لم ير الصراع منذ الـ7 من أكتوبر 2023 بطريقة استراتيجية، قائلًا إن إيران سلّحت وموّلت ودرّبت الحوثيين وحماس وحزب الله والفصائل الشيعية في العراق وسوريا.
وأضاف: "لم تفعل إيران هذا التمويل والتدريب للجماعات لكي تسمح لهم بالتصرف كما يريدون.. هم وكلاء لها في المنطقة"، منوهًا بأن بايدن كان قلقًا بشأن خطر اندلاع حرب أوسع نطاقًا.
وتابع: "الاحتلال الإسرائيلي فهم هذا الأمر منذ البداية بشأن عمل وكلاء إيران في المنطقة، ولم يكن الصراع في غزة ولبنان الأمر الأكثر أهمية، لكن ما يتعلق ببرنامج السلاح النووي الإيراني، لأن إيران تشكّل التهديد الأساسي لأمن إسرائيل وجميع الدول العربية".
ونوّه بأن المرشح الجمهوري "ترامب" مهتم أكثر لإيجاد حل لهذه القضية حتى لا يكون هناك أي خطر على المنطقة وسياسات أمريكا، مشددًا على أن الإدارة الأمريكية لم تتمكن من مواجهة التهديد الرئيسي وهو إيران.
ترامب لا يعرف ما يريد
وحول رؤية مرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري لهذا الصراع، ذكر مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، أنه لا يتصور أن المرشح الجمهوري، دونالد ترامب يعرف ما يريد القيام به، موضحًا: "إنه قد يقول للحكومات العربية وإسرائيل توصلوا إلى السلام، لكنه لم يسع لإحلال هذا السلام خلال ولايته الأولى، واتخذ عددًا من القرارات في صالح إسرائيل، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان".
ودافع "بولتون "عن موافقته على هذه القرارات خلال عمله مستشارًا للأمن القومي، قائلًا إن "مؤمن بصحتها"، لكنّه يرى أن ترامب لم يصل إلى النقطة التي تجعل الشرق الأوسط يعيش بشكل سلمي، وأنّ جاريد كوشنر، كبير مستشاريه، عمل على الوصول إلى السلام في المنطقة من خلال خلق -فيما بدا آنذاك- علاقات تجارية جيدة بين إسرائيل والدول العربية، إلا أن ترامب لم يتناول خلال حكمه القضية الفلسطينية على المدى الطويل.
وتابع مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق: "إذا سُئلت عمّا سيفعل ترامب بشأن القضية الفلسطينية، فأنا لا أعرف، وهو كذلك لا يعرف".
هاريس مشابهة لبايدن
فيما قال "بولتون" إنه في حال انتخاب كامالا هاريس رئيسة لأمريكا فإن سياستها تجاه أوكرانيا ستكون مشابهة جدًا للرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، مشددًا على أن سياسة بايدن تجاه الأزمة الأوكرانية لم تكن فعّالة.
وأضاف "بولتون": "لقد تم تقديم الكثير من المساعدات لأوكرانيا، لكن لم يكن ذلك بطريقة استراتيجية وهذا سبب الجمود في ساحة المعركة اليوم".
وعن تعامل دونالد ترامب مع الأزمة الروسية الأوكرانية، قال إن لديه منظورًا مختلفًا في التعامل مع الحرب، وأنه سيجلس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحل المشكلة في غضون 24 ساعة، منوهًا بأنه قلق من أن يميل ترامب إلى بوتين بشأن الحرب وأن هذا سيكون له تأثير كبير على أوكرانيا.
وأكد أن الصورة السياسية في أمريكا مشوهة للغاية، والسبب في ذلك يرجع إلى حد كبير إلى أن دونالد ترامب يمثل انحرافًا عن السياسة الأمريكية المعروفة.
العودة لمبادئ ريجان
وأشار إلى أنه في حالة خسارة ترامب في الانتخابات أتوقع أن يعود الحزب الجمهوري بسرعة إلى مبادئ ريجان، وإذا فاز ترامب سيثور الكثير من الجدل والنقاشات لا سيما في الحزب الجمهوري.
ونوّه إلى أنه من الصعب التوقع ما سيفعله المرشح الرئاسي بالانتخابات الأمريكية 2024 دونالد ترامب حال انتخابه رئيسًا؛ لأنه لا يملك فلسفة وقراراته مرتجلة ومعاملته متقطعة ومرتجلة ولا ينفذ السياسة بالطريقة التي يفهمها الأمريكيون أو الطريقة التقليدية.
وأوضح أن ما جاء في تصريحات ترامب وبرنامجه الانتخابي حتى الآن، أنه يريد أن تنتهي الحرب بين إيران وإسرائيل بحلول 20 من يناير المقبل، قائلًا: "قد يحدث ذلك وقد لا يحدث".
واستطرد إلى أنه كلما زاد عدد المواطنين في الولايات المتحدة الأمريكية زادت قوة البلاد، إذ إن أمريكا بلد المهاجرين، لكنها تلتزم بالقانون، ويمكن الجمع بين الأمرين، فضلًا عن أن الانتخابات الأمريكية ستكون متقاربة للغاية.
لا يمكن التنبؤ
وأشار إلى أنه لا يعتقد إمكان التنبؤ بنتائج الانتخابات في المرحلة الحالية، لكن المزيد من الأقليات أصبحوا جمهوريين، لأنهم يرون أن الجمهورين لديهم الإجابة الصحيحة فيما يتعلق بالازدهار الاقتصادي والحرية في البلاد.
وأوضح أنه من الممكن فوز كامالا هاريس في الانتخابات، لكن نمو دعم الأقليات الحزب الجمهوري سيستمر.
وقال "بولتون": "من المؤسف في الحملة الانتخابية للمرشحين بالانتخابات الأمريكية 2024 أن النقاش حول السياسة الخارجية لأمريكا قليل جدًا في ظل انقسام الأحزاب السياسية الأمريكية نفسها"، مشددًا على أنه يتصور أن الحزب الجمهوري في جوهره حزب باقٍ على مبدأ يؤمن بالسلام من خلال القوة.
وأكد أن أعضاء الحزب الديمقراطي أكثر انقسامًا من الحزب الجمهوري، موضحًا أن المحور المتنامي للصين وروسيا يشكل ليس فقط تهديدًا للولايات المتحدة الأمريكية، لكن ايضًا في أصدقاء أمريكا بجميع أنحاء العالم، ولذلك لابد من اتخاذ الكثير من الإجراءات لزيادة قدرات أمريكا الدفاعية وزيادة الردع ضد الصين وروسيا.
وأوضح أنه يأمل في إدارة ترامب والأشخاص الذي سينضمون له حال فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية أن يرى الوجود الأمريكي القوي في العالم يحافظ على السلام ويقلل من فرص الصراع، وهو ما تريده كل دول الشرق الأوسط.