تعيش الولايات المتحدة حالة من القلق العميق على خلفية الأحداث التي شهدتها الانتخابات الرئاسية لعام 2020، إذ تظل تداعيات أحداث السادس من يناير مؤثرة في المشهد السياسي، والتي تجسدت في اقتحام الكابيتول.
هذه الأحداث لم تكن مجرد لحظة عابرة، بل نتيجة تراكمات من عدم القبول بنتائج الانتخابات، وتحريض من قادة سياسيين، ومع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة، تبرز المخاوف من تكرار السيناريوهات السابقة، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل الديمقراطية الأمريكية.
استعادة الذكريات
في السادس من يناير 2021، أقدم أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب على اقتحام مبنى الكابيتول، ما أدى إلى حالة من الفوضى والاضطراب، فلم يكن ترامب وحده من رفض قبول نتائج الانتخابات، بل كان يضغط على نائب الرئيس مايك بنس لعدم التصديق على النتائج، وهو ما أدى إلى تصعيد الأوضاع.
ومنذ ذلك الحين، لم يقتصر الأمر على ترامب وحده، بل انخرط فيه عشرات الملايين من الأمريكيين الذين تبنوا نظريات مؤامرة حول تزوير الانتخابات.
تصريحات ترامب ودعم الجمهوريين
في السنوات التي تلت أحداث السادس من يناير، استمر ترامب في وصف ذلك اليوم بعبارات تُروِّج له كحدث إيجابي، وخلال تجمعاته الانتخابية، أطلق عليه لقب "يوم الحب"، في محاولة لتقليل من خطورة الأحداث التي شهدت وفاة ستة مدنيين وأربعة من رجال الشرطة.
كما وعد ترامب بمنح العفو للمشاركين في الاقتحام الذين تم اعتقالهم، مؤكدًا أن أي نتائج انتخابية مستقبلية لن تُقبل ما لم تكن نزيهة في نظره.
مخاوف من الانتخابات المقبلة
تزداد المخاوف مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة، إذ من المتوقع أن تتصاعد التوترات السياسية في حالة فوز كامالا هاريس، على خلفية هذه المخاوف، كتب ترامب على شبكته الاجتماعية "Truth Social" أن "بنسلفانيا تغش من خلال التصويت في مستويات لم يسبق لها مثيل من قبل، لقد قبضنا عليهم بالفعل وهم يغشون بآلاف الأصوات".
وأشار ترامب إلى أن ولاية بنسلفانيا، التي تُعد محورية في تحديد نتائج الانتخابات، تواجه عمليات تزوير واسعة، ويعزز من هذه المخاوف أيضًا تأثير إيلون ماسك، الذي ينشر معلومات مضللة عبر منصته "إكس"، حيث قال مسؤولو الانتخابات في ولايات مثل بنسلفانيا وميتشيجان وأريزونا لشبكة "سي إن إن" إن "موجات الأكاذيب التي ينشرها ماسك تخلق مشكلة كبيرة لنا".
إمكانية استغلال المحاكم
إذا ما خسر ترامب الانتخابات، فإنه من المحتمل أن يسعى للطعن في النتائج عبر المحاكم، وصولاً إلى المحكمة العليا، رغم أن المحكمة العليا رفضت طلباته السابقة في عام 2020، إلا أن البعض يعتقد أن الظروف قد تتغير في ظل وجود أغلبية محافظة حاليًا، ما قد يفتح الأبواب أمام تكرار المحاولات لإلغاء نتائج الانتخابات.
مع اقتراب الانتخابات، يبقى السؤال الأهم: ماذا سيحدث إذا فاز ترامب مرة أخرى؟ هل ستشهد الولايات المتحدة مزيدًا من الفوضى والاضطرابات، أم ستستعيد الديمقراطية توازنها؟ في كل الأحوال، يبقى السادس من يناير ذكرى حاضرة في الأذهان، تشكل منطلقًا لتفكير عميق حول مستقبل البلاد واستقرارها السياسي.