تتزايد الأجواء التفاؤلية في إسرائيل مع وصول مبعوثي الرئيس الأمريكي جو بايدن، آموس هوكشتاين وبريت ماكجورك، إلى المنطقة، في إطار جهود مكثفة للتوصل إلى تسوية سياسية بين دولة الاحتلال وحزب الله اللبناني.
هذه الزيارة التي تتزامن مع تطورات معقدة على الأرض، وفي هذا التقرير، نستعرض تفاصيل هذه المفاوضات وأبعادها المحتملة على الساحة الإقليمية.
مبعوثا بايدن في إسرائيل
وصل مبعوثا بايدن إلى إسرائيل أمس الخميس، ومن المقرر أن يعودا مباشرة إلى الولايات المتحدة بعد المحادثات، دون زيارة لبنان، وفي تعليق على هذا الأمر، وفق صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، نفى مسؤولون كبار في إسرائيل أن يكون غياب الزيارة إلى لبنان مؤشرًا على عدم إحراز تقدم في المفاوضات، موضحين أنهم "لم يظنوا أن النتائج ستظهر في يوم واحد أو حتى في عدة أيام".
تقدم نحو تنفيذ القرار 1701
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن "هناك تقدمًا ملحوظًا نحو تنفيذ القرار 1701"، الذي يُعد أساسًا لأي اتفاق سياسي بين إسرائيل وحزب الله.
وأضاف أن الاجتماعات التي عقدها المبعوثان كانت جوهرية وبناءة، وركزت على قضايا متعددة، من بينها التهديدات الإيرانية، والأوضاع في لبنان وغزة، وضمان إطلاق سراح المحتجزين.
لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين
التقى هوكشتاين وماكجورك بعدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، منهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف جالانت، ورئيس الشاباك رونين بار، ورئيس الموساد ديفيد بارنياع.
وركزت هذه اللقاءات بشكل خاص على الجهود الرامية إلى تأمين اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، والذي من شأنه أن يتيح للمدنيين الإسرائيليين العودة إلى منازلهم في الشمال.
تفاؤل وتحديات
وأفادت مصادر مطلعة، حسب "يديعوت أحرنوت" بأن هناك تفاهمًا بين إسرائيل والولايات المتحدة، ما يهيئ الأرضية للعودة إلى لبنان للتوصل إلى اتفاق، وأكد مكتب نتنياهو أن القضية الأساسية تكمن في قدرة إسرائيل على إنفاذ أي اتفاق والتصدي للتهديدات الأمنية.
وأكدت مصادر مقربة من حزب الله أن الجماعة ترفض الانسحاب إلى ما بعد نهر الليطاني، مشيرة إلى أن الشرط الأول لحزب الله هو تحقيق وقف إطلاق النار، والامتثال لقرار 1701 دون أي تعديلات.
مسودة اتفاق التسوية
وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسودة اتفاق تتضمن بندًا يسمح لإسرائيل بمهاجمة لبنان خلال فترة انتقالية مدتها 60 يومًا، ويُشترط في هذه الفترة أن تنفذ إسرائيل القرارات ذات الصلة، بما في ذلك القرار 1701.
ومن المتوقع أن تواجه هذه المسودة معارضة قوية من حزب الله والحكومة اللبنانية، نظرًا للمخاوف من انتهاك السيادة اللبنانية.
ردود فعل لبنانية
ولم يقبل حزب الله أو الحكومة اللبنانية الاقتراح، وأشارا إلى أنه يوفر لإسرائيل مجالًا واسعًا لمواصلة الهجمات عبر الحدود، ومع ذلك، لا يرغب المسؤولون اللبنانيون في رفض الاتفاق علنًا، وذلك لأن الوثيقة تترك مجالًا لمزيد من المفاوضات.
تظل آفاق التسوية بين إسرائيل وحزب الله معقدة، ولكن التفاؤل الذي يتجلى من خلال المفاوضات الجارية قد يشير إلى إمكانية تحقيق تقدم ملموس في الفترة المقبلة، وبينما يستمر الضغط من الجانبين، يبقى الأمل معلقًا على إيجاد حلول سلمية تعيد الاستقرار إلى المنطقة.