الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تشتيت وتضليل.. كيف وصلت مسيّرة حزب الله إلى بيت نتنياهو؟

  • مشاركة :
post-title
منزل نتنياهو في قيسارية هدف سهل نسبيًا وأمكن للمسيّرة أن تحلق فوق البحر على ارتفاع منخفض

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

مع إطلاق الطائرة بدون طيار باتجاه منزل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيسارية، بدا جليًا أن مقاتلي حزب الله في لبنان يعملون على نقل التصعيد مع الاحتلال الإسرائيلي إلى مرحلة جديدة ومتقدمة؛ قد تشمل إنهاك الدفاعات الجوية الإسرائيلية وإرباكها.

ويشير تقرير لموقع "يديعوت أحرونوت" العبري إلى أنه "يبدو أن حزب الله، الذي بقي بحوزته أكثر من ألف طائرة بدون طيار، بما في ذلك مسيّرات متفجرة، قد تحرك للاستفادة منها بشكل مكثف، من خلال محاولات توجيه ضربات على عدة أهداف في الوقت نفسه، أبرزها أهداف عسكرية وحكومية في إسرائيل".

ويلفت التقرير إلى أنه "في الوقت نفسه، شهدنا في اليوم الأخير انخفاضًا نسبيًا في كمية الصواريخ والقذائف ونوعيتها، وأيضًا في دقتها". لافتًا إلى أنه "على الرغم من النتائج المأساوية للقصف على كريات وعكا، الذي أسفر عن مقتل شخص وإصابة كثيرين، لم يكن هناك سوى عدد قليل جدًا من الصواريخ والقذائف التي أصابت المنطقة بشكل مباشر".

نقاط ضعف

في الوقت الحالي، يبدو أن حزب الله يحاول الجمع في هجماته بين وابل من الصواريخ القوية قصيرة المدى والطائرات بدون طيار، بهدف إرباك وتضليل أنظمة الكشف والاعتراض الإسرائيلية، خاصة القبة الحديدية "وفي الوقت نفسه، الهدف أيضًا تدمير العديد من شظايا الاعتراض وسقوطها في مناطق إضافية، حتى في حال عدم انفجار الصواريخ بشكل مباشر فيها"، كما يشير "يديعوت أحرونوت".

يقول التقرير: "هذا تشبع ثلاثي لوسائل الكشف، وكذلك بطاريات الاعتراض الخاصة بالقبة الحديدية، وكذلك محاولة استخدام شظايا الاعتراض كسلاح لضرب المناطق التي لم يكن هناك سقوط صواريخ مباشر فيها".

ولفت التقرير إلى أن "استخدام مزيج مختلط من الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار، بالتناوب أو في الوقت نفسه، يخلق تحديات لنظام الاعتراض".

وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بالطائرات بدون طيار، يعتمد الاعتراض إلى حد كبير على الطائرات والمروحيات وغيرها من الوسائل، بينما يتم إطلاق الصواريخ عن طريق وسائل الكشف والتحكم (الرادار) لبطاريات القبة الحديدية. التفسير تقني ومعقد، لكن يبدو أن حزب الله يحاول تعظيم فعالية نقاط ضعفها (القبة الحديدية) من خلال الكم".

وأكد التقرير أن مقاتلي حزب الله "يقومون بتركيز العديد من الصواريخ نحو منطقة مستهدفة محدودة نسبيًا، بينما يطلقون الطائرات بدون طيار في جميع الاتجاهات، من أجل الاشتباك وتشتيت انتباه وسائل الكشف في مناطق أخرى".

وتابع: "الهدف الذي يريد حزب الله تحقيقه هو أن يثبت، خاصة لشعب لبنان والعالم العربي، أن حزب الله لا يزال مستمرًا، واقفًا على قدميه وقادرًا على القتال".

طرق جديدة

يشير تحليل الموقع العبري إلى أنه "ربما يكون السبب وراء الانخفاض النسبي في نطاق ونوعية الهجمات الصاروخية، والزيادة الكبيرة في عدد عمليات إطلاق الطائرات بدون طيار المتفجرة التابعة لحزب الله، هو حقيقة أن القوات الجوية الإسرائيلية قد طوّرت قدرة استخباراتية وتشغيلية جديدة لتعطيل الطائرات بدون طيار".

وتعتمد الطريقة الإسرائيلية الجديدة على "دائرة استخباراتية، وضرب قاذفات صواريخ حزب الله فوق وتحت سطح الأرض مباشرة بعد الإطلاق، قبل أن يتوفر لها الوقت للابتعاد، سواء كانت قاذفة متنقلة متعددة، أو قاذفة ثابتة مخفية تحت الأرض، أو في جبال جنوب ووسط لبنان".

ويسعى جيش الاحتلال عبر تطوير هذه القدرات إلى مطاردة منصات إطلاق صواريخ حزب الله بسرعة، وضرب مستودعات صواريخه وقذائفه القريبة منها؛ وصولًا إلى تآكل سريع لمنصات الإطلاق وترسانة الصواريخ عالية الجودة التي يمتلكها حزب الله "هناك بالفعل أماكن لا تزال فيها صواريخ حزب الله قصيرة المدى فعالة بسبب الظروف الطبوغرافية، ولكن عادة ما يتم اعتراض معظم القذائف".

استخلاص الدروس

حتى الآن، لا يزال لدى حزب الله كمية كبيرة، آلاف الصواريخ والقذائف المتوسطة والقصيرة المدى، وبعضها دقيق "لذا فإن التهديد لا يزال قائمًا"، وفق التقرير.

ويلفت إلى أن "إمكانات الطائرات بدون طيار المتفجرة لدى حزب الله -وهي في الواقع صواريخ كروز صغيرة- يمكن استخدامها في مجموعات بأعداد أكبر تصل إلى خمس في وقت واحد باتجاه هدف واحد".

ومن المتوقع أن يزيد حزب الله بشكل كبير من استخدام المسيّرات المتفجرة، وذلك لصعوبة كشفها واعتراضها عندما تحلّق على ارتفاع منخفض وفقًا لمسارها الأرضي.

ويضرب التقرير مثالًا بدقة استهداف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في قيسارية "هو هدف سهل نسبيًا، حيث أن موقعه الدقيق معروف، ويمكن للطائرة المسيّرة التي تتحرك نحوه أن تحلق فوق البحر على ارتفاع منخفض من لبنان إلى ساحل قيسارية دون أن يتم اكتشافها، وإذا تم اكتشافها، سيكون من الصعب جدًا اعتراضها".

وأضاف: "بما أننا نعلم أن حزب الله يعرف كيف يستخلص الدروس ويتعلم، فمن المؤكد أننا يجب أن نقدر أنهم قد يضربون في المرة القادمة إذا لم نكن مستعدين بما فيه الكفاية"؛ لافتًا إلى فشل منظومة إطلاق الإنذار من قبل قيادة الجبهة الداخلية.