على الرغم من التقدم الروسي داخل الأراضي الأوكرانية خلال الأسابيع الأخيرة، يظل معدل النجاحات بطيئًا بالنسبة للتوغل العميق في بداية الحرب منذ عامين ونصف العام، بل ويكشف عن ركود في المجهود الحربي بشكل عام للقوات الروسية، إذ تحولت الهجمات الميكانيكية السريعة إلى "تكتيكية محلية بطيئة".
ووفقًا لمعهد دراسات الحرب الأمريكي "ISW"، ومقره واشنطن، تميز الشهر الأول من الحرب بالتقدم الروسي السريع والكامل في عمق الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك الاستيلاء المؤقت على أجزاء كبيرة من مقاطعات كييف وتشرنيجوف وسومي وخاركيف.
تراجع كبير
وعلى مدى الأسبوع الماضي، حققت القوات الروسية مكاسب كبيرة في شرق أوكرانيا، كان من أهمها الاستيلاء على مدينة فوهلدار، واستمرت في التقدم، كما حققت مكاسب تكتيكية أخرى في "سيليدوف" المهمة في الجهة الأخرى، وتسعى الآن للسيطرة على بوكروفسك قلب الدفاعات الأوكرانية.
وقدّر المعهد أن القوات الروسية في مارس 2022، كانت تتقدم بمعدل متوسط 1265 كيلومترًا مربعًا في اليوم، أي ما يقرب من 90 ضعفًا من نحو 14 كيلومترًا مربعًا تقدمتهم خلال شهر سبتمبر 2024 يوميًا.
هجمات تكتيكية
ذلك التقدم، بحسب خبراء المعهد، يمثل أهمية تكتيكية لروسيا في الحرب، ولكنه يظل بطيئًا ومتسقًا مع الصراع، ولا يمثل زيادة عامة في وتيرة التقدم الروسي عبر خط المواجهة، الذي لا يزال الكثير منها راكدًا بعد ابتعادهم عن المناورات الميكانيكية السريعة.
وتأتي تلك المكاسب الجديدة التي حققها الجيش الروسي، بسبب الأوامر التي أصدرها القادة لجميع القوات بزيادة وتيرة هجماتها الميكانيكية بشكل كبير في جميع أنحاء الجبهة قبل بداية أشهر الخريف، الذي تتحول معه الأراضي الشاسعة الممهدة إلى موحلة بالكامل.
الخطاب النووي
ومن ضمن التكتيكات الروسية أيضًا، ولكن على الساحة السياسية، يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما يقول المعهد، للتأثير على صناع القرار الغربيين وتخفيف دعمهم لأوكرانيا، عن طريق استغلال الخطاب النووي.
كان آخر تلك التدريبات النووية، في 29 أكتوبر، عندما أطلقت قوات الردع الاستراتيجي النووي الروسية، بمشاركة بوتين نفسه، صواريخ باليستية عابرة للقارات وصواريخ باليستية تُطلق من الغواصات، بجانب صواريخ كروز تحمل رؤوس نووية تُطلق من الجو.