تشير صور الأقمار الصناعية إلى أن الهجوم الإسرائيلي على إيران، يبدو أنه ألحق أضرارًا بعنصر رئيسي في إنتاج الصواريخ الباليستية ومواقع الدفاع الجوي في طهران، ما قد يجعلها عُرضة لأي هجمات مستقبلية، وفقًا لما نقلت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية عن محللين عسكريين.
ولم يتضح بعد عدد المواقع المستهدفة، لكن محللين قالوا إن صور الأقمار الصناعية من"بلانيت لابز" تشير إلى أن الضربات الإسرائيلية، السبت الماضي، يبدو أنها استهدفت "خوجير" وهو موقع صاروخي مترامي الأطراف بالقرب من طهران، و"بارشين" وهي قاعدة عسكرية ضخمة كانت جزءًا من البرنامج النووي الإيراني.
ولفتت "إن بي سي نيوز" إلى أن إسرائيل استهدفت عملية إنتاج الصواريخ الإيرانية بدلًا من مواقع التخزين، الأمر الذي يجعل من الصعب على طهران إضافة المزيد إلى الإمدادات المتضائلة بالفعل من الصواريخ.
ونقلت الشبكة عن فابيان هينز، زميل باحث في التحليل الدفاعي والعسكري بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية - مركز أبحاث مقره لندن - إن الهجوم الإسرائيلي أصاب مبانٍ، إذ تقوم خلاطات الوقود المتخصصة بإنتاج الوقود للصواريخ الباليستية عن طريق خلط مواد كيميائية مختلفة، وهذا هدف أسهل وأكثر فعالية من الصواريخ نفسها.
وأضاف هينز في مقابلة: "لقد كان هجومًا ذكيًا للغاية، استهدف كل المواقع الحساسة. الصواريخ منتشرة في جميع أنحاء البلاد، بعضها في عمق إيران وتحت الأرض. وسيكون مهاجمتها صعبًا للغاية، لكن عندما تضرب منشآت إنتاج الصواريخ، فلن تتمكن من إنتاجها بعد الآن".
وقال معهد دراسة الحرب - منظمة أبحاث سياسية تركز على الأمن القومي الأمريكي - نقلًا عن صور الأقمار الصناعية، إن "إيران قد تحتاج إلى أشهر أو ربما عام أو أكثر للحصول على معدات خلط جديدة".
وفي البداية، قللت إيران من أهمية الهجوم الإسرائيلي، السبت الماضي، واعترفت فقط بمقتل أربعة جنود، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قال أول أمس الاثنين، إن الرد سيكون "حازمًا وجادًا"، ولم تعترف طهران أيضًا بالأضرار التي لحقت بموقعي خوجير وبارشين العسكرية.
وقال مايكل هورويتز، رئيس قسم المعلومات في شركة "لو بيك إنترناشيونال"، وهي شركة استشارية في مجال الأمن وإدارة المخاطر: "يمكن استخدام التقليل من أهمية الهجوم لتجنب الرد، لكن قد يكون أيضًا استجابة انعكاسية، لشراء الوقت قبل اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان ينبغي الرد وكيفية الرد".
ويبدو أن الضربات أصابت أيضًا موقعًا يُعرف باسم "طالقان 2"، الذي ارتبط سابقًا بالبرنامج النووي الإيراني.
وأضاف هورويتز، أن إسرائيل ربما ضربت أيضًا بعض القدرات الفضائية الإيرانية في شاهرود، خاصة إنتاج مركبات الإطلاق الفضائية.
في حين يقول المسؤولون الإيرانيون إن البلاد سترد، قال هينز وآخرون، إن طهران لا تملك الكثير من الخيارات.
وتابع هينز: "إن ترسانتهم تستنفد. تخيل أن الإيرانيين يشنون هذه الضربة الانتقامية، ولا تتسبب في الكثير من الضرر. سيقول الإسرائيليون، حسنًا، لقد أنفقوا للتو 200 صاروخ آخر من صواريخهم".
وأضاف الباحث الدفاعي، أن إعادة بناء أي من هذه المنشآت الدفاعية والتسليحية قد يستغرق عدة أشهر، ما يفرض ضغطًا على أي رد محتمل من جانب إيران، التي أصبحت الآن أكثر عرضة للخطر وأقل قدرة على تجديد الصواريخ.
وأوضح هورويتز "أن أي هجوم إسرائيلي مستقبلي سيكون أكثر فعالية. وهذا يبعث برسالة إلى إيران: إن الأمور ستكون أسوأ كثيرًا إذا واصلتم السير على طريق التصعيد ورددتم على أي هجوم إسرائيلي".