أظهر استطلاعان حديثان للرأي أنّ المرشح الجمهوري (الرئيس السابق) دونالد ترامب، لا يحظى بشعبية كبيرة بين الناخبين السود كما كان يُعتَقَد سابقًا، وفق مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وأوضح استطلاع للرأي أجرته مبادرة الرأي العام بجامعة هوارد، أن 83% من الناخبين السود يخططون للتصويت لصالح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس (نائبة الرئيس الحالي جو بايدن)، بينما يدعم 8% فقط ترامب.
وأُجريَّ الاستطلاع على 981 ناخبًا أسود محتملًا في الولايات المتأرجحة أريزونا وجورجيا وميتشيجان ونيفادا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكونسن في الفترة من 2 إلى 8 أكتوبر، ويبلغ هامش الخطأ في الاستطلاع 3.2 نقطة مئوية زائد أو ناقص.
وانخفض دعم ترامب في الاستطلاع بأربع نقاط عن استطلاع مماثل أجرته جامعة هوارد في سبتمبر، إذ وجد أن 81٪ يؤيدون هاريس، بينما قال 12٪ إنهم سيصوتون لصالح ترامب.
وأظهر أحدث استطلاع للرأي أن 77% لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه هاريس، ارتفاعًا من 74% في سبتمبر، وقال 15% فقط إن لديهم وجهة نظر إيجابية تجاه ترامب، انخفاضًا من 17% في سبتمبر.
وبيّن استطلاع رأي حديث أجرته شركة "يوجوف" لصالح شبكة "سي بي إس نيوز" أن هاريس تحظى بدعم مماثل من الناخبين السود كما حدث مع بايدن في عام 2020.
ووجد هذا الاستطلاع، الذي أُجري بين 8 و11 أكتوبر، أن 87% من الناخبين السود المحتملين يدعمون هاريس و12% يدعمون ترامب.
وتشير النتائج إلى أنه مع بقاء أقل من ثلاثة أسابيع حتى يوم الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر المقبل، لم يحقق ترامب المكاسب المرجوة بين الكتلة التصويتية الرئيسية منذ عام 2020 على الرغم من إظهار بعض علامات الزخم بين الرجال السود على وجه الخصوص. في عام 2020، صوت 92% من الناخبين السود لصالح الرئيس جو بايدن، بينما أيّد نحو 8%ترامب.
ويسعى كلا المرشحيْن إلى كسب أصوات الناخبين السود وغيرهم من المجموعات الرئيسية، إذ إن حتى التحولات الصغيرة في الدعم قد تكون ذات أهمية كبيرة في سباق يبدو أنه سيحسم بهوامش ضئيلة للغاية في الولايات المتأرجحة.
وكشفت هاريس عن خطة لمنح الرجال السود المزيد من الفرص وسط مخاوف من أنّ البعض قد يغيب عن الانتخابات أو يدعم ترامب.
ويأتي ذلك بعدما أشار الرئيس السابق باراك أوباما الأسبوع الماضي، إلى أن بعض الرجال السود "لا يشعرون بفكرة وجود امرأة رئيسة".
جاء ذلك أيضًا بعد أن أشار استطلاع للرأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" بالتعاون مع "كلية سيينا"، الأسبوع الماضي، إلى أن ترامب حقق بعض النجاح في الفوز بأصوات الناخبين السود.
وأظهر الاستطلاع، الذي شمل 589 ناخبًا أسودًا في الفترة من 29 سبتمبر إلى 6 أكتوبر، أن 78% من الناخبين السود يخططون للتصويت لصالح هاريس في نوفمبر، بينما يدعم 15% ترامب.
وقالت كاثرين تيت، أستاذة العلوم السياسية في جامعة براون ومؤلفة كتاب "من الاحتجاج إلى السياسة: الناخبون السود الجدد في الانتخابات الأمريكية"، لـ"نيوزويك": "أعتقد في الواقع أن استطلاعات الرأي بالغت في تقدير دعم ترامب بين السود".
وتلتقط استطلاعات الرأي أصوات السود غير الناخبين الذين يشعرون بعدم الرضا عن المرشحيْن هاريس وترامب، لكنهم يرون أن ترامب أكثر ميلاً إلى إحداث التغيير. وفي حين أن الشباب السود الذكور أكثر ميلاً إلى القول إنهم يفضلون ترامب، فإن احتمالات تسجيلهم للتصويت والتصويت أقل من المجموعات الأخرى.
وقالت "تيت"، إن أنصار ترامب السود "غير محفزين بشكل جيد" في حين أن أولئك الذين يخرجون للتصويت "من المرجح أن يتجمعوا بقوة خلف هاريس"، وأضاف: "التمييز على أساس الجنس في المجتمع الأسود هو أيضًا عامل.. لكنني أعتقد أن الناخبين الذكور السود المعارضين لهاريس بسبب جنسها لن يخرجوا للتصويت لترامب".
وقال كوستاس باناجوبولوس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن، لـ"نيوزويك" إنّ الناس "غالبًا ما يخطئون في فهم التحولات الصغيرة في تفضيلات استطلاعات الرأي على أنها حركة حقيقية، ولكن هذه غالبًا ما تكون مجرد آثار إحصائية، خاصة عند التركيز على أعداد محدودة من مجموعات فرعية من المستجيبين".
وأضاف: "مع ذلك، لن يكون من المستغرب في الأيام الأخيرة من الحملة، عندما يُنهي الناخبون خياراتهم في التصويت، أن يعود الناخبون السود إلى ديارهم لدعم ليس فقط المرشح الديمقراطي ولكن أيضًا شخصًا يشتركون معه في الهوية العرقية".
وتابع: "أحد الأشياء التي تفعلها الحملات هو التركيز بشكل واضح على وجهات نظر الناخبين وأولوياتهم الحقيقية ومواءمتها مع قراراتهم في التصويت.. ربما يكون هذا هو ما يحدث مع هؤلاء الناخبين".