الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يعيشون بلا هوية.. عنصرية الاحتلال تغتال أحلام الطلاب الفلسطينيين

  • مشاركة :
post-title
طالبات فلسطينيات - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

بجانب المأساة التي يعيشها أهالي غزة والضفة الغربية المُحتلة، من مجازر واعتداءات وحشية طالت الأخضر واليابس، كان الطلاب الفلسطينيون في الداخل المُحتل أيضًا يواجهون نوعًا آخر من الاعتداءات والعنصرية التي جعلت العشرات منهم يمتنعون عن الذهاب للمدارس المُختلطة؛ خوفًا من التهديدات المُتلاحقة.

في مدينة بئر سبع، وبالتحديد داخل مدرسة زيلبرمان، واجهت إحدى الطالبات الفلسطينيات واقعة مريرة، كانت سببًا في نشر الذعر بين باقي أقرانها في المدارس، بل وامتد صداها إلى المدارس الأخرى؛ ما جعل أولياء الأمور يمنعون أبناءهم من الذهاب للتعلم.

لتحترق قريتكم

كانت الطالبة البالغة من العمر 13 عامًا، بحسب مركز مدار للدراسات الإسرائيلية، تستمع إلى معلمتها اليهودية التي كانت تشرح أحداث السابع من أكتوبر وعملية طوفان الأقصى بصورة تسيء للمقاومة، فما كان منها إلّا أن ردت بأن هناك أيضًا أبرياء بينهم أطفال يقتلون ويعانون من الجوع في غزة وتهدمت بيوتهم.

هذا الرد، جعل تلك الطالبة الصغيرة تعاني الأمرين، حيث تم اتهامها بالتحريض على جنود الاحتلال وإبعادها عن المدرسة، ولكن قبل ذلك تجمع عشرات العنصريين من الطلاب اليهود ورددوا ضدها هتافات منها: "لا نريد عربًا في المدرسة" و"لتحترق قريتكم" و"أنت إرهابية".

أجواء إرهابية

تم حصار الطالبة، واتسع الهجوم العنصري ضدها بتعرضها للشتائم البذيئة والإهانات، ولم ينقذها سوى معلمة عربية اتصلت بأهلها في محاولة لإبعادها عن المدرسة، وازداد الأمر سوءًا من خلال عشرات التهديدات التي تلقتها أسرتها بعد ذلك.

كانت تلك الحادثة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث امتنع عدد كبير جدًا من الطلاب العرب من التوجه لتلك المدارس؛ بسبب الجو الإرهابي السائد فيها، حتى الذين قرروا الذهاب إلى هناك، واجهوا أجواءً قاسية ومشحونة ومواقف عنصرية تتواطأ فيها إدارات المدارس نفسها.

الطلاب الفلسطينيين
العنصريون اليهود

تعد مدينة بئر السبع، بحسب مركز "شومريم" الإسرائيلي للإعلام والديمقراطية، واحدة من ثلاث مدن مختلطة في الداخل المحتل، بجانب نوف هجليل وكرمئيل، مشيرين إلى أن نسبة السكان العرب فيها هي الأعلى، وبالتالي عدد الطلاب الفلسطينيين أكبر من نظرائهم اليهود.

ويكشف تقرير مركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست الإسرائيلي، أن 1.3% من الطلاب الفلسطينيين فقط تعلموا في 2023 في المدارس المختلطة، مشيرين إلى أن عددهم زاد بنسبة 60% خلال العقد الأخير، بواقع 3,336 طالبًا في 2014 إلى 5,399 طالبًا في عام 2023.

بلا هوية

وأوضح المركز أن 5 بالمائة، على الأقل، من مجموع الطلاب الفلسطينيين يتعلمون داخل 42 مدرسة مختلطة، ويرجع سبب ذلك إلى الظروف التي قادت إلى وجود هذا الاختلاط، على الرغم من رفض العنصريين اليهود لمثل هذا الأمر.

وحول المآسي التي يتعرض لها الطلاب الفلسطينيون، كشف أولياء الأمور أنه يفرض عليهم ترديد النشيد الوطني الإسرائيلي، وحصصًا تعليمية حول أهمية قيام دولة الاحتلال، كما أنهم يتلقون في مقرر اللغة العربية معلومات ودروس ترتبط بأغراض سياسية واستخباراتية.

كما أن هناك برنامجًا يهوديًا يسمى "الآخر هو أنا" في المدارس المختلطة، حيث تبين أن هذا الآخر الذي يتحدثون عنه هو الصدع القائم بين اليهود المتدينين والعلمانيين، بينما يبقى الطلاب العرب شفافين "غير مرئيين"، وليس لهم داخل تلك المدارس هوية معروفة، حيث لا وجود ولا مكان لآخر، طالما ليس يهوديًا.