يرغب الاتحاد الأوروبي في العمل بشكل أوثق في إدارة المجال الجوي، وسط تطلعات لإجراء المزيد من الإصلاحات التي من شأنها أن تجعل الرحلات الجوية أرخص وأكثر صداقة للبيئة، وأقصر في المدة، بحسب صحيفة "تجز شبيجل".
وتعد أنظمة مراقبة الحركة الجوية الوطنية العديدة هي المشكلة الرئيسية في تأخر الرحلات، وبحسب عضو البرلمان الأوروبي ينس جيزيكي فإن سبع وكالات وطنية لمراقبة الحركة الجوية فقط هي التي تسببت في 85% من هذه التأخيرات.
ويشير الاتحاد الأوروبي إلى وجود 37 منظمة مختلفة لمراقبة الحركة الجوية في أوروبا، بعضها أغلى بخمس مرات من غيرها، وتأخذ شركات الطيران ذلك في الاعتبار في مسارات رحلاتها، لذلك لا يتم دائمًا اختيار أقصر طريق، لكن أيضًا أرخص طريق، في المتوسط، تكون كل رحلة أطول بـ49 كيلومترًا من الطريق الجوي المباشر، يؤدي أيضاً إلى ارتفاع معدلات تلوث الهواء.
لذا قرر برلمان الاتحاد الأوروبي أخيرًا إصلاح قانون السماء الأوروبية الموحدة، بعد عشر سنوات من اقتراح مبادرة "السماء الأوروبية الموحدة" في عام 2013، لكن الدول الأعضاء قاموا بتجميدها بسبب المخاوف من أن يشكك شخص ما في سيادتها الجوية.
"شنجن في السماء" هو هدف الاتحاد الأوروبي، وفي عام 2004، أي قبل 20 عامًا، بدأت مبادرة المجال الجوي الموحد، ما قد يساعد في تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وسيتم التحكم في النظام الجديد من قبل "يوروكنترول" التي تأسست هذه المنظمة الدولية في ستينيات القرن الماضي بهدف محدد هو التحكم الأمثل في السماء فوق أوروبا، لكن العديد من الدول الأوروبية لم ترغب في تسليم مراقبة الحركة الجوية إلى "يوروكونترول"، من بينها فرنسا لأسباب أمنية.
ولخص عضو البرلمان الأوروبي جيزيكي المزايا مرة أخرى قائلًا: "يمكننا أن نجعل الرحلات الجوية أكثر أمانًا وأقصر وأكثر صداقة للبيئة وبأسعار معقولة للمواطن العادي في الاتحاد الأوروبي، لدينا إمكانات هائلة هنا".
وتابع: "يتمتع مراقبو الحركة الجوية الآن بظروف عمل أفضل وضغوط أقل لأنهم يعملون مع جيرانهم، ويشكّل الوقت يشكل أهمية بالغة لأن السماء أصبحت مزدحمة على نحو متزايد".
وسافر 700 مليون شخص إلى مايوركا أو مدريد أو ميونخ العام الماضي، وهو ما يقارب مستويات ما قبل كورونا، وهناك أيضًا طائرات نقل تحمل طرودًا من الصين وطائرات بدون طيار لأغراض عسكرية.
وفي الفترة من يونيو إلى أغسطس الماضيين، كان هناك 16.9 مليون دقيقة تأخير في الحركة الجوية في الاتحاد الأوروبي، وهو ما يزيد بنسبة 41% عما كان عليه في صيف عام 2023 بأكمله، وأكثر بمليون دقيقة مما كان عليه في عام 2017.