بعد ثلاثة أسابيع من إحدى الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه تم اغتيال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، هاشم صفي الدين، الذي تم تصنيفه على أنه خليفة حسن نصر الله الأمين العام بعد اغتياله.
كان "صفي الدين"، الذي شغل منصب رئيس مقر استخبارات جماعة حزب الله اللبناني، اختفى في 3 أكتوبر 2024، وبحسب القناة الـ12 الإسرائيلية فإن المقر الذي تعرّض للهجوم كان يجتمع فيه هاشم برفقة 25 آخرين، بينهم رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله وأعضاء الاستخبارات في الجماعة وغيرهم من كبار المسؤولين.
عائلة مرموقة
ولد هاشم صفي الدين عام 1964، في دير قانون النهر، جنوب لبنان، لعائلة شيعية مرموقة، ويعرف باسم صفي الدين، وهو ابن خالة حسن نصر الله، وشقيقه عبد الله صفي الدين، وكان "الرجل الثاني" في حزب الله قبل اغتيال نصر الله في 27 سبتمبر 2024.
درس صفي الدين بالعراق، وفي قم بإيران، حتى استدعاه حسن نصر الله إلى لبنان في عام 1994، وفي عام 1995، تمت ترقيته إلى مجلس الشورى، وأصبح أحد رجال الدين الستة الأعضاء في مجلس شورى حزب الله، حتى انتخب رئيسًا له في اجتماع الجمعية العامة في يوليو 2001.
مجلس الجهاد
وبعد ذلك عمل تحت قيادة عماد مغنية، حتى اغتيال الأخير في عام 2008، كما تم تعيينه رئيسًا لمجلس الجهاد، الذي يشرف على الأنشطة السياسية والاجتماعية والتعليمية لحزب الله، وحتى اغتيال نصر الله كان صفي الدين من بين القادة الثلاثة الرئيسيين لحزب الله وكان الاثنان الآخران هما حسن نصر الله ونعيم قاسم.
وفي أكتوبر 2008، انتخب صفي الدين لخلافة نصر الله كأمين عام لحزب الله في الاجتماع العام وفي عام 2009، انتخب صفي الدين مرة أخرى لمجلس الشورى، وفي نوفمبر 2010، تم تعيينه قائدًا عسكريًا لحزب الله في منطقة جنوب لبنان.
إرهابي عالمي
تزوج صفي الدين من رائدة فقيه، وفي يونيو 2020 تزوج نجلهما الأكبر رضا من زينب سليماني، الابنة الصغرى للضابط العسكري الإيراني قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في العراق في يناير من ذلك العام.
في مايو 2017، صنّفت وزارة الخارجية الأمريكية صفي الدين على أنه إرهابي عالمي مُعين بشكل خاص، وفي مايو 2018، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على صفي الدين وتسعة شخصيات أخرى رفيعة المستوى في حزب الله بما في ذلك نصر الله ونعيم قاسم .
اختفاء صفي الدين
بعد مقتل نصر الله في غارة جوية إسرائيلية على مقر حزب الله في سبتمبر 2024، كان يُنظر إلى صفي الدين كمرشح رئيسي لخليفته، وفي ليلة 3 أكتوبر 2024، استهدفت غارة جوية إسرائيلية مخبأً تحت الأرض في الضاحية الجنوبية لبيروت، وفي 5 أكتوبر ذكرت تقارير لبنانية أن حزب الله فقد الاتصال بهاشم صفي الدين، وبعدها بثلاثة أيام صرّح وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يوآف جالانت أن صفي الدين تم اغتياله على الأرجح، وهو ما كرره رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.