كشفت دراسة حديثة عن وجود مزيج خطير من المواد الكيميائية والمنشطات في أنهار المملكة المتحدة، إذ إن هذا التلوث، الناجم عن تصريف مياه الصرف الصحي وجريان المياه الزراعية، يُشكل تهديدًا كبيرًا للحياة المائية ويُسلط الضوء على أزمة بيئية متنامية في البلاد.
جودة المياه
وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية، أظهرت نتائج اختبارات أُجريت على مدار ثلاثة أيام في سبتمبر الماضي، بمُشاركة 4,531 متطوعًا من مجموعة البحوث البيئية "إيرثووتش"، أن 61% من المياه العذبة في المملكة المتحدة تحتوي على مستويات عالية من الفوسفات والنترات.
هذه النسبة المرتفعة تُشير إلى حالة سيئة لجودة المياه في الأنهار البريطانية. وأوضحت الدراسة أن إنجلترا تُعاني من أسوأ مستويات جودة المياه في الأنهار، حيث أظهرت 67% من عينات المياه العذبة مستويات عالية من النترات والفوسفات.
مزيج كيميائي خطير
كشفت الاختبارات الإضافية التي أجراها المتطوعون عن وجود مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية في الأنهار، إذ وجد الباحثون الكافيين في 100% من العينات، مع مستويات تُشكل خطرًا على الحياة المائية في 80% منها.
اكتُشف النيكوتين في 25% من العينات، مع تركيزات تمثل خطرًا في 7% منها.
وبالإضافة إلى ذلك، وُجدت مضادات الاكتئاب مثل عقار فينلافاكسين في 30% من العينات، مع مستويات خطرة في 13% منها.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل تم العثور أيضًا على المضادات الحيوية مثل تريميثوبريم في 10% من العينات، جميعها بتركيزات تشكل خطرًا على الحياة المائية.
كما وُجدت مسكنات الألم مثل الديكلوفيناك في 11% من العينات، جميعها بمستويات تمثل خطرًا ما.
وعلقت ساشا وودز، رئيسة السياسات في إيرثووتش، على هذه النتائج قائلة: "تعرضت أنهارنا تاريخيًا للضغط بسبب الزراعة، والآن تُدفع إلى حافة الهاوية؛ بسبب محطات معالجة مياه الصرف الصحي القديمة وغير الكافية."
وأضافت أن وجود الكافيين بهذه النسب المرتفعة "مثير للقلق"، لأنه يظهر إما أن مياه الصرف الصحي لا يتم تنظيفها بشكل صحيح من قبل شركات المياه قبل تصريفها في الأنهار، أو أن الكثير من مياه الصرف الخام تدخل الأنهار، أو كلا الأمرين."
تباين جغرافي
أظهرت الدراسة تباينًا كبيرًا في جودة المياه بين مختلف أنحاء المملكة المتحدة، ففي إنجلترا، تبين أن 67% من الأنهار ذات جودة مياه غير مقبولة أو سيئة.
أما في أيرلندا الشمالية، فبلغت نسبة الأنهار ذات جودة المياه السيئة 43%، بينما وصلت النسبة في أسكتلندا إلى 29%، وفي ويلز إلى 21%.
وتعد مناطق أحواض الأنهار في أنجليا وتايمز الأسوأ في المملكة المتحدة، حيث أظهرت أكثر من 80% من المسوحات تركيزات غير مقبولة من المغذيات. في المقابل، سجلت الأنهار في ويست جلامورجان في ويلز وكيركودبرايتشاير في أسكتلندا أفضل جودة للمياه بين تلك التي تم قياسها.