الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"مؤسسة القرض الحسن".. إسرائيل تفتح جبهة اقتصادية في حربها ضد حزب الله

  • مشاركة :
post-title
القصف الإسرائيلي على لبنان

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية واسعة النطاق، استهدفت المؤسسات المالية التابعة لحزب الله في مختلف المناطق اللبنانية، وركزت بشكلٍ خاصٍ على فروع مؤسسة "القرض الحسن"، وهي المؤسسة المالية المرتبطة بحزب الله والخاضعة للعقوبات الأمريكية منذ عام 2007، في خطوةٍ تهدف إلى تقويض البنية التحتية الاقتصادية لحزب الله اللبناني، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز".

أبعاد استراتيجية للحرب

وكشفت صحيفة نيويورك تايمز عن تفاصيل إحدى العمليات العسكرية الإسرائيلية، التي استهدفت المؤسسة، إذ سبقت العملية تحذيرات أطلقها المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، عبر منصات التواصل الاجتماعي، مُشيرًا إلى تورط المؤسسة في تمويل ما وصفها بالأنشطة الإرهابية لحزب الله ضد إسرائيل، على حد زعمه.

تمثل مؤسسة القرض الحسن نموذجًا فريدًا للتداخل بين العمل المدني والنشاط السياسي في لبنان، فوفقًا لنيويورك تايمز، تنتشر فروع المؤسسة في نحو 30 موقعًا في مختلف أنحاء لبنان، وتتخذ من الطوابق الأرضية للمباني السكنية مقرًا لها، خاصة في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله.

وتقدم المؤسسة خدمات مالية ومصرفية للمدنيين، في ظل انهيار القطاع المصرفي التقليدي في لبنان؛ ما جعلها جزءًا أساسيًا من النسيج الاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات الشيعية التي تخدمها، حسب الصحيفة الأمريكية.

الموقف الدولي

يكشف الموقف الدولي من المؤسسة عن تباين حاد في تقييم دورها، فبينما تصنفها السلطات اللبنانية كمنظمة غير حكومية وجمعية خيرية مرتبطة بحزب الله، تنظر إليها الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى كذراع مالية للجماعة.

وقد عززت وزارة الخزانة الأمريكية هذا الموقف في عام 2021، عندما قالت إن "المؤسسة تستخدم خدمة الشعب اللبناني كغطاء، إلا أنها تُستخدم لنقل الأموال بشكل غير مشروع من خلال شبكة معقدة من الحسابات الوهمية والوسطاء، حسبما ذكرت الصحيفة.

التداعيات الاقتصادية والإنسانية

يأتي استهداف المؤسسات المالية لحزب الله في وقت يُواجه فيه لبنان أزمة اقتصادية غير مسبوقة، فمنذ عام 2019، يعاني البلد من انهيار مالي حاد تفاقم بفعل جائحة كوفيد-19 وكارثة انفجار مرفأ بيروت في صيف 2020.

وقد أدى التصعيد العسكري الأخير إلى تشريد ما يقرب من مليون لبناني، وفقًا للسُلطات المحلية؛ مما يضيف عبئًا جديدًا على الاقتصاد المُنهك.

وشهدت المواجهة بين إسرائيل وحزب الله تصعيدًا ملحوظًا منذ سبتمبر الماضي، حيث كثفت إسرائيل ضرباتها ضد قيادات الحزب اللبناني وبنيته التحتية في بيروت ومحيطها وجنوب لبنان.

وتُشير الإحصاءات التي نقلتها صحيفة نيويورك تايمز إلى سقوط أكثر من 2,400 شهيد في لبنان منذ أكتوبر 2023، مع تركز معظم هذه الخسائر في فترة التصعيد الأخيرة.

كما شنت إسرائيل في أكتوبر عملية برية في جنوب لبنان، أدت إلى موجة نزوح واسعة.

ردود الفعل المحلية

أثار التصعيد الإسرائيلي موجة من ردود الفعل المحلية، إذ أصدرت مؤسسة القرض الحسن بيانًا نفت فيه الاتهامات الإسرائيلية، معتبرة أن استهدافها يأتي بعد أن استنفدت إسرائيل بنك أهدافها العسكرية.

وعلى الصعيد الميداني، شهدت المناطق المحيطة بفروع المؤسسة حركة نزوح للسكان؛ استجابة للتحذيرات الإسرائيلية.

وفي هذا السياق، نقلت نيويورك تايمز شهادة فاطمة جنيدي، إحدى السكان المحليين، التي اضطرت لإخلاء منزلها القريب من أحد فروع المؤسسة في الضاحية، في حين رفض شقيقها مُغادرة المنزل.