الظلام يخيّم على كوبا.. ظلام دامس لليوم الثالث على التوالي يسود شوارع ومنازل كوبا، بعد استمرار انقطاع التيار الكهربائي على مستوى البلاد، جراء الإعصار أوسكار، ونقص الوقود، وفشل الجهود الرامية إلى استعادة الإمدادات، بحسب موقع "تاجز شاو" الألماني.
وفشلت جهود استعادة الكهرباء للمرة الثالثة في كوبا، بعد ما تعطلت شبكة كهرباء كوبا للمرة الأولى، الجمعة الماضي، بسبب الحمل الزائد، وكانت أكبر محطة لتوليد الكهرباء منذ عقود قد تم إغلاقها في السابق بسبب أعطال، ولم يكن هناك سوى مولدات صغيرة تضيء الشوارع والمنازل، وكانت الاستثناءات في بعض الفنادق والمستشفيات والمطاعم التي تمكنت من تشغيل مولدات لتوليد الكهرباء، إضافة إلى أن الحافلات تعمل بشكل غير منتظم ومكتظة.
اضطرت حكومة كوبا إلى إرسال موظفي الخدمة المدنية إلى منازلهم وإغلاق المدارس من أجل توفير الوقود، ويبدو أن السكان، الذين يعانون بالفعل نقص الغذاء والوقود، يشعرون بالاستياء المتزايد بسبب فشل الإمدادات، مع العلم بأنه يتم توليد الكهرباء في كوبا بشكل رئيسي في محطات توليد الطاقة التي تعمل بالنفط، غير أن شحنات النفط من فنزويلا الصديقة متوقفة.
وقالت وزارة الطاقة الكوبية إن العمل جارٍ لاستعادة الكهرباء، وإن عملية استعادة النظام الكهربائي لا تزال معقدة، في الوقت الذي تلقي الحكومة الشيوعية باللوم على الحظر التجاري الأمريكي في صعوبات الحصول على الوقود وقطع الغيار، وتنفي الولايات المتحدة أن يكون لها أي علاقة بانقطاع التيار الكهربائي.
وفي خضم انقطاع التيار الكهربائي، حذّر الرئيس الكوبي ميجيل دياز كانيل السكان من حدوث إعصار، ووفقًا لمركز الأعاصير الأمريكي، من المتوقع أن يصل الإعصار المسمى "أوسكار" إلى اليابسة شرق الجزيرة يوم الأحد مع سرعة رياح تصل إلى 140 كيلومترًا في الساعة.
وأوضح دياز كانيل أن السلطات هناك تعمل بالفعل بكل قوتها لحماية السكان والموارد الاقتصادية، وتوقع مركز الأعاصير الأمريكي هطول أمطار غزيرة على كوبا.
كانت كوبا شهدت بالفعل انقطاعًا للتيار الكهربائي على مستوى البلاد في سبتمبر 2022 بسبب إعصار إيان، واستغرق الأمر عدة أيام لاستعادة الطاقة في هافانا وعدة أسابيع في جميع أنحاء الجزيرة، وكان انقطاع التيار الكهربائي أيضًا أحد أسباب خروج المظاهرات لأيام في عام 2021.