طالبت عائلات المحتجزين الإسرائيلي في غزة، حكومة الاحتلال باستغلال اغتيال زعيم حماس يحيى السنوار، لتأمين صفقة فورية لإعادة ذويهم من القطاع.
ونقلت" تايمز أوف إسرائيل" عن جمعية عائلات المحتجزين، أنها لا تزال "تشعر بقلق بالغ بشأن مصير 101 محتجز لدى حماس في غزة"، ودعت الجمعية حكومة الاحتلال إلى "استغلال اغتيال السنوار لتأمين صفقة فورية لإعادتهم".
فيما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الخميس، في كلمة مسجلة بعد إعلان اغتيال السنوار، باستخدام القوة لاستعادة المحتجزين في غزة، وأضاف: "إلى من يحتجزون المختطفين نقول حرروهم وسندعكم تعيشون".
لكن "تايمز أوف إسرائيل" قالت إنه بعد اغتيال السنوار يكمن الخطر في اندلاع الفوضى في صفوف حماس، وأنّ يفعل كل من يحتجز رهائن ما يراه مناسبًا.
واتفقت معها زميلتها الإسرائيلية صحيفة "يديعوت أحرونوت"، التي ذكرت أنه رغم نشوة الإسرائيليين باغتيال السنوار، يدرك مسؤولو الاحتلال أن الواقع الجديد قد يجلب المخاطر، وخاصة بالنسبة للمحتجزين المتبقين لدى الفصائل في غزة.
وأوضحت الصحيفة أن اغتيال السنوار قد يؤثر على المحتجزين، مشيرة إلى أن فقدان زعيم ديني صاحب كاريزما مثل السنوار، قد يؤدي إلى إثارة الانتقام من قبل سكان غزة الذين رأوه رمزًا.
وقالت إن القلق المباشر ينصب على المحتجزين لدى فصائل لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها، عقب اغتيال زعيم حماس.
ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أن مصير المحتجزين في غزة يعتمد بشكل كبير على من سيخلف السنوار كزعيم لحماس في القطاع الفلسطيني ورئيسًا للمكتب السياسي للحركة.
وذكرت الصحيفة أن التحدي الرئيسي هو العثور على شخصية في غزة لديها قنوات اتصال مفتوحة مع جميع الفصائل، وخاصة الذين يحتجزون الرهائن الإسرائيليين.
وحسب الصحيفة، في حال تولى شقيق السنوار الأصغر "محمد" القيادة، فمن المرجح أن يكون على دراية بأساليب شقيقه الراحل في التواصل مع قيادة حماس في الخارج.
ولكن محمد السنوار قد لا يتمتع بنفس السلطة التي يتمتع بها شقيقه، الأمر الذي يجعل من الصعب عليه منع "خصخصة" السيطرة على المحتجزين من قبل الحركات الأخرى في غزة، وقد يكون لكل هذه المجموعات أفكارها الخاصة حول كيفية استخدام المحتجزين كوسيلة ضغط لتحقيق مصالحها الخاصة.
ومن بين المرشحين المحتملين لخلافة السنوار، عز الدين حداد، قائد لواء غزة التابع لحماس، وإذا حلّ محل السنوار، فقد يختلف تأثيره على مصير المحتجزين.
وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن "حداد" قد يكون أكثر انفتاحًا على المفاوضات التي تنطوي على تخفيف الظروف لسكان شمال غزة مقابل التقدم في محادثات المحتجزين. وهذا يتناقض مع محمد السنوار، المعروف بقسوته وولائه الثابت لأخيه.
ولكن من غير الواضح، وفق الصحيفة، ما إذا كان حداد لديه نفس خطوط الاتصال مع القيادة الخارجية لحماس مثل السنوار، أو ما إذا كانت المجموعات المختلفة التي تحتجز الرهائن سوف تستمع إليه، وتنظر إلى المحتجزين باعتبارهم "ممتلكاتها".
واعتبرت الصحيفة أن اغتيال يحيى السنوار قد يصب في صالح المحتجزين، إذا أدرك خاطفوهم أن مصيرهم قد يكون مماثلًا لمصيره، ما لم يتوصلوا إلى اتفاق مع إسرائيل.
ومن بين أبرز المرشحين لخلافة السنوار في منصب رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، الذي يوجد حاليا في الدوحة، الذي عارض منذ فترة طويلة تعميق العلاقات مع إيران، وهو ما قد يشير إلى تحول في تحالفات حماس، ما قد يؤدي إلى إبعاد الحركة عن طهران وما يسمى "محور المقاومة"، وإذا استعاد مشعل دور القيادة، فقد لا تتحالف حماس بعد الآن بشكل وثيق مع شبكة وكلاء إيران، بحسب الصحيفة.