على وقع التصعيد العسكري المتواصل منذ سبتمبر الماضي في لبنان، أعلن حزب الله، في بيانات متتالية، اليوم السبت، تنفيذه عددًا من الاستهدافات لتجمعات لجنود الاحتلال الإسرائيلي في مواقع ومستوطنات زرعيت وأفيفيم وكريات شمونة ومدينة صفد والمالكية والمرج وكفركلا برشقات صاروخية كبيرة.
وفى بيان منفصل، أكد حزب الله، استهدافه دبابة ميركافا في مستوطنة زرعيت بصاروخ موجه؛ ما أدى إلى احتراقها وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح، قائلًا إن هذه الاستهدافات تأتي "دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه".
150 صاروخًا
على الجانب الآخر قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنّ جماعة حزب الله اللبنانية أطلقت 150 صاروخًا وعددًا من الطائرات المُسيّرة على مناطق في صفد وحيفا شمالي إسرائيل، اليوم السبت، ما أسفر عن مقتل شخص واحد وإصابة 14 آخرين.
كذلك قالت شرطة الاحتلال إنّ بعض الصواريخ جرى اعتراضها في شمال إسرائيل، لكنّ أحدها أصاب مبنى سكنيًا، بينما أفادت سلطات مستوطنة شلومي، بوقوع أضرار كبيرة بالمنازل والممتلكات جراء سقوط صواريخ أُطلقت من لبنان في الساعة الأخيرة داخل المستوطنة.
سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية
وشنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات جديدة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، اليوم السبت، بعد أقل من ساعة على إصداره تحذيرات للسكان عبر إنذار بإخلاء مناطق معينة.
حيث أغار جيش الاحتلال مرّتَين على منطقة حارة حريك أولا، وعلى منطقة برج البراجنة وحي الأمراء بالشويفات بالضاحية الجنوبية لبيروت.
أوامر إخلاء
في الوقت نفسه، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، تحذيرًا للسكان بإخلاء عدة مبانٍ في حارة حريك والشويفات وبرج البراجنة بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت فورًا.
ونشر المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، على منصة "إكس"، خرائط توضح المباني المستهدفة فى الضاحية الجنوبية، قائلًا إن "الجيش سيستهدفهما خلال المدى الزمني القريب"، مطالبًا السكان بالابتعاد "فورًا" لمسافة لا تقل عن 500 متر.
وتتواصل المعارك في جنوب لبنان بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 12 شهرًا، بعد إعلان "حزب الله" فتح جبهة مساندة لغزة، حيث تشهد العمليات توسعًا بشكل يومي على طول الحدود من رأس الناقورة إلى مزارع شبعا.
ومنذ منتصف سبتمبر الماضي، تصاعدت حدّة المواجهات بين "حزب الله" اللبناني وإسرائيل، وصولًا إلى اغتيال الأمين العام للجماعة حسن نصر الله في 27 سبتمبر الماضي بغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومعه قائد جبهة الجنوب في "حزب الله" علي كركي وعدد آخر من القادة.
وبداية أكتوبر الجاري، أعلن جيش الاحتلال بدء تنفيذ عملية برية في جنوب لبنان ضد أهداف وبُنى تحتية لـ"حزب الله" في عدد من القرى القريبة من الحدود، ما يمثل تصعيدًا جديدًا في الصراع الدائر بين الجانبين ويهدد بنشوب حرب إقليمية.
وأسفرت غارات الاحتلال عن دمار واسع، ما دفع أكثر من 1.2 مليون شخص للنزوح، فيما ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ 8 أكتوبر من العام الماضي إلى 2412 شهيدًا و11267 جريحًا.