في ظل التحديات التي يواجهها الموسم السينمائي، تأتي مجموعة من الأفلام الشبابية قليلة التكلفة لتضيف تنوعًا وجاذبية وتسد فراغ الموسم السينمائي الحالي، وهذه الأفلام ليست فقط فرصة جديدة للمواهب الشابة، بل تقدم أيضًا تجارب سينمائية جديدة تعبر عن رأي الشباب وتسعى لاستقطاب هذه الفئة العمرية.
وسيطر عدد من الأفلام الشبابية قليلة التكلفة على الموسم السينمائي حاليًا بعد نجاح تجربة فيلم "الحريفة" الذي كان بمثابة الحصان الأسود عند طرحه، ويبقى السؤال هل ستنجح في جذب الجمهور أم أن إيرادات هذه الأعمال ستكون على قدر تكلفتها خاصة أن بعضها لم يحقق إيرادات كبيرة مقارنة بالأفلام الضخمة التي تقدم في مواسم سينمائية أخرى؟
"المخفي"
يعد فيلم "المخفي" للفنان أحمد سلطان أول بطولة مطلقة له، ومن المقرر عرضه في 23 أكتوبر الجاري، وتدور أحداثه حول قصة غامضة تتناول قضايا اجتماعية معاصرة، ما يجعله جذابًا لجمهور الشباب، ويتميز بإنتاجه القليل، لكنه يتضمن عناصر درامية مثيرة تأسر المشاهدين.
"عنها"
فيلم "عنها" للفنان أحمد مالك الذي طُرِح مؤخرًا في دور العرض، يقدم رؤية جديدة للعلاقات الإنسانية، إذ يستعرض تحديات الحياة العصرية من منظور الشباب، ما يجعله قريبًا من واقعهم. والأداء القوي للفنانين الشباب وإخراج الفيلم بشكل مبتكر يجعله محط أنظار الكثيرين.
"الفستان الأبيض"
كما يُعرَض فيلم "الفستان الأبيض" الذي يعرض عالميًا في النسخة السابعة بمهرجان الجونة السينمائي، في نوفمبر المقبل، ويتمحور الفيلم حول الحب والتضحية، مستعرضًا قصة عاطفية مشوقة تعكس مشاعر الشباب وتطلعاتهم.
وتدور أحداث فيلم الفستان الأبيض عن فقدان وردة (ياسمين رئيس) لفستان زفافها قبل يوم واحد من الفرح، ما أدى إلى رحلة في أنحاء القاهرة للبحث عن فستان بديل، تجبرها هذه الرحلة على اكتشاف وفهم أوسع لعلاقتها بالمدينة وبنفسها.
"رفعت عيني للسما"
كما يعرض فيلم "رفعت عيني للسما" في النسخة السابعة من مهرجان الجونة السينمائي، وطُرِح الإعلان التشويقي الثاني للعمل الذي تخرجه ندى رياض وأيمن الأمير، تمهيدًا لانطلاقه في دور العرض المصرية يوم 6 نوفمبر المقبل، وظهر في الإعلان فتيات البرشا في الصعيد وهنّ يطاردن أحلامهن.
"بنسيون دلال"
يمثل فيلم "بنسيون دلال" تجربة جديدة للفنان عمر مصطفى متولي، في أولى خطواته في البطولة المطلقة، وهو من تأليف شادي الرملي وحسين نيازي وإخراج شادي الرملي، وحقق مليونًا وسبعمئة وعشرين ألف جنيه مصري، بعد أسبوع ونصف الأسبوع من عرضه.
تمثل هذه الأفلام الشبابية فرصة لإعادة الحيوية للموسم السينمائي، إذ تلبي تطلعات الجمهور وتقدم قصصًا تتعلق بهم، ومع تزايد عدد الأفلام المخصصة لهذه الفئة، يبدو أن السينما المصرية ستستمر في التطور والابتكار، ما يعزز مكانتها في الصناعة العالمية.
طارق الشناوي: الميزانية المحدودة تؤثر على جودة العمل
وفي الوقت الذي تسيطر حاليًا على دور العرض أفلام قليلة التكلفة، يبرز فيها الشباب كممثلين ومخرجين وكُتّاب، يرى الناقد الفني طارق الشناوي أنّ هذه الظاهرة تعكس محاولة إيجابية لدفع السينما المصرية نحو التجديد والإنتاج، رغم وجود بعض التحفظات.
وأكد "الشناوي" لموقع "القاهرة الإخبارية" أهمية توظيف الشباب بشكل صحيح في الأعمال الفنية، مبينًا أن ظهورهم في السينما لا يعد مشكلة، لكن التحدي يكمن في كيفية تقديمهم في سياق فني مميز.
وأبدى استياءه من بعض الأفلام التي تفتقر إلى الجودة، لكنه يعترف بوجود أفلام أخرى تحمل قيمة فنية.
وأشار الشناوي إلى أنّ السبب وراء هذه الأفلام هو الرغبة في إنتاج أعمال بميزانيات محدودة، إذ تذهب غالبية الميزانية عادة إلى النجوم، ما يمنح الفرصة لإنتاج مشروعات بديلة، ويرى أنّ وجود هذه الأفلام، حتى وإن كانت رديئة في بعض الأحيان، يعد خطوة أفضل من عدم وجود إنتاجات على الإطلاق، إذ إن الصمت ليس في صالح السينما.
وعن تأثير التكلفة على جودة العمل، أكد الشناوي أن الميزانيات المحدودة غالبًا ما تؤدي إلى تقليص العناصر الأساسية مثل الديكورات والمشاهد الخارجية، ما يؤثر سلبًا على المنتج النهائي. ومع ذلك، ظلّ متمسكاً بقناعته بأن الاستمرار في الإنتاج، حتى وإن كانت النتائج متفاوتة، هو خيار أفضل من التوقف.
في النهاية، عبّر الشناوي عن تفاؤله بأن هذه الأفلام يمكن أن تتحول إلى حقل تجارب لدفع نجوم جدد نحو الساحة، مما يسهم في تطوير السينما المصرية ويعزز حركة الإنتاج.
كمال رمزي: أفلام الشباب قليلة التكلفة كوسيلة لسد الفجوات
بينما قال الناقد الفني المصري كمال رمزي إن السينما المصرية تتجه حاليًا نحو مرحلة جديدة، تتجلى فيها أهمية أفلام الشباب قليلة التكلفة كوسيلة لسد الفجوات الموجودة في السوق، ورغم ما تواجهه هذه الأفلام من تحديات، إلا أن وجودها يتيح فرصة حقيقية لتعزيز المشهد السينمائي.
وأكد لموقع "القاهرة الإخبارية" أنّ الأفلام الشبابية، رغم ميزانياتها المحدودة، تحمل في طياتها طاقة إبداعية ملحوظة. ومع ذلك، يجب الاعتراف بنقص الخبرة التي قد تؤثر على جودة بعض الأعمال.
وشدد على أن المشهد السينمائي الحالي يتطلب دعمًا أكبر للأفلام الشبابية، ليس فقط من حيث الإنتاج، ولكن أيضًا من خلال تعزيز النقد السينمائي الذي بات ضعيفًا بالمقارنة مع العقود السابقة.
وانتقد غياب المهرجان القومي للسينما المصرية موضحًا أنه يمثل علامة فارقة في هذا السياق، وأن عدم إقامة المهرجان لعامين متتاليين يُظهر إهمالًا لهذه الصناعة الحيوية، ويثير تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء ذلك.
ويرى رمزي أن الإبداع السينمائي في أزمة، لكن يمكن لأفلام الشباب أن تقدم الأمل وتفتح آفاق جديدة، شريطة أن تتلقى الدعم والتوجيه اللازميْن.