شهدت السنوات الأخيرة تحوّلًا ملحوظًا في صناعة السينما والتلفزيون في مصر، إذ أصبحت المنصات الرقمية تشكل وجهة رئيسية للفنانين والمنتجين، واتجه عدد من النجوم المصريين إلى تقديم أعمالهم عبر هذه المنصات، مستفيدين من الميزات التي تقدمها، مثل الوصول العالمي والإنتاج ذي الجودة العالية.
استقطبت المنصات عددًا كبيرًا من النجوم، ولكن دخلت مؤخرًا أسماء لامعة على خط المنافسة، مثل الفنان المصري أحمد عز الذي يجهز مسلسلًا جديدًا يتألف من 10 حلقات، تدور أحداثه في إطار اجتماعي كوميدي وذلك لأول مرة أيضًا، ليكون من بين أبرز النجوم الذين سيقدمون أعمالهم على منصة رقمية خلال الفترة المقبلة.
تجارب شبابية
كما يقدم الفنان المصري الشاب نور النبوي مسلسلًا بعنوان "6 شهور"، ويعقد عليه رهانًا كبيرًا بعد النجاح الذي حققه في أعمال سابقة، وذلك في أول بطولة له في الدراما المصرية.
تدور أحداث العمل في إطار درامي كوميدي رومانسي، حول مراد ولطيفة اللذين يتنافسان على وظيفة واحدة بفترة اختبار مدتها ستة أشهر، لكن خطتهما الجريئة لإنشاء مشروع ناشئ قد تكون التحدي الأكبر الذي يواجهانه.
كما أعلنت منصة "Watch It" أيضًا عن عرض مسلسل "إقامة جبرية" قريبًا، وعرضت البرومو الخاص به والذى يتكون من 10 حلقات ويشارك فيه هنا الزاهد، ومحمد الشرنوبي، وصابرين، تأليف أحمد عادل وإخراج أحمد سمير فراج.
ومن المسلسلات التي تعرض على المنصات مسلسل "كنبة حبشي" الذى انتهى تصويره قبل أيام، وهو مسلسل كوميدي من 15 حلقة، من بطولة كريم عفيفي، ومحمد ثروت، وإيمان السيد، تأليف نور الدين مهران، ومن إخراج محمد مصطفى بكرى.
كما بدأ الفنان محمد سلام تصوير مسلسل "كارثة طبيعية" والذي سيعرض على منصة Watch It قريبًا.
وسابقًا، حقق مسلسل " حالة خاصة" للفنان طه دسوقي نجاحًا كبيرًا، في أول بطولة مطلقة له، والتي قدمها على منصة "Watch It"، ودارت أحداثه حول المحامي نديم أبو سريع الذي يعاني من التوحد ويمتلك قدرات خاصة ويلتحق بالعمل في مكتب محاماة شهير تمتلكه أماني النجار، ليمر برحلة مليئة بالتحديات، لم تكن سهلة أبدًا، رغم استغلاله في الكثير من الأمور، إلا أن شخصيته وقلبه الأبيض كانا دائماً منقذين له.
تتسم أعمال المنصات بجودة الإنتاج وحرية الإبداع، ما يسهل على الفنانين استكشاف أفكار جديدة وتجارب مختلفة، كما توفر المنصات الرقمية جمهورًا أوسع، إذ يمكن للأعمال الوصول إلى مشاهدين في مختلف أنحاء العالم.
ولا يعكس هذا الاتجاه فقط رغبة النجوم في الابتكار، بل أيضًا استجابة لصناعة الترفيه العالمية التي تشهد تغيرات كبيرة، فالمنصات الرقمية لم تعد مجرد بديل، بل أصبحت خيارًا استراتيجيًا للفنانين الراغبين في مواكبة التطورات الحالية والتفاعل مع جمهورهم بطرق أكثر ديناميكية.
نافذة جديدة
من جهته، يرى الناقد المصري طارق الشناوي أن المنصات الرقمية تمثل نافذة جديدة تحمل مميزات وعيوبًا، مشيرًا إلى أن الأمر يعتمد على كيفية استغلال هذه الفرصة.
وقال الشناوي إن هذه المنصات توفر للفنانين فرصًا جديدة بعيدًا عن التقاليد الراسخة، مثل نموذج عرض المسلسلات في شهر رمضان.
وأوضح "الشناوي"، في تصريح لموقع "القاهرة الإخبارية" أنّ المنصات تتيح للفنانين حرية أكبر في اختيار محتوى أعمالهم، متجاوزين القيود التقليدية مثل عدد الحلقات.
وأضاف أن هذه المنصات تمنح مساحة للمغامرة، مما قد يتيح لنجوم غير مألوفين أو مبتعدين عن الساحة الفنية فرصة العودة والتألق مجددًا.
وأشار إلى أن هذه الظاهرة تعود بالفائدة على العمل الدرامي، إذ تتيح إنتاج محتوى يتناسب مع متطلبات الجمهور، مؤكدًا أن النجاح في هذه المنصات يعتمد على جودة العمل، إذ أن أي عمل متواضع قد يؤثر سلبًا على مسيرة الفنان.
أما عن المغريات التي تقدمها المنصات، فيرى الشناوي أنها تتمثل في الجانب الاقتصادي والحرية الفنية، موضحًا أن الجمهور يستطيع تحديد وقت مشاهدة العمل، في حين تفرض الفضائيات توقيتات محددة، ما يزيد من فرص المشاهدة ويعكس توجه الجمهور نحو هذه المنصات، التي يعتقد أنها ستكون السائدة في المستقبل.
وفي ختام حديثه، أكد الشناوي أن المنصات الرقمية تقدم خدمات تفاعلية للجمهور، ما يعزز من جاذبيتها مقارنة بالتلفزيون التقليدي.
تحول مهم
ووصفت الناقدة المصرية خيرية البشلاوي دخول النجوم إلى المنصات الرقمية بأنه تحول مهم في المشهد الفني، مشيرةً إلى أن هذه المنصات توفر فرصًا جديدة للفنانين، كما تسمح بتقديم محتوى متنوع يناسب اهتمامات الجمهور، بعيدًا عن القيود التي تفرضها التلفزيونات التقليدية.
وأكدت "البشلاوي"، في تصريح خاص لموقع "القاهرة الإخبارية" أن هذه المنصات تتمتع بعدد من المزايا وتمنح الفنانين حرية أكبر في التعبير عن أفكارهم، إذ يمكنهم تقديم أعمالهم بشكل أكثر جرأة وابتكارًا. وأضافت أن التنوع في العروض، سواءً من حيث الموضوعات أو الأساليب، يثري المحتوى الدرامي ويتيح للنجوم فرصة التجديد والتميز.
بينما حذرت البشلاوي من أن الجودة هي الأساس، إذ إن العمل غير الجيد قد يؤثر سلبًا على سمعة الفنان، مؤكدة أن المنصات الرقمية تمثل مرحلة جديدة في صناعة الفن، تحمل في طياتها الكثير من الفرص والتحديات، ويجب على النجوم استغلالها بشكل مدروس لتحقيق النجاح.
يبدو أن المنصات الرقمية ستظل تحتل مكانة مهمة في مستقبل الفن السابع في مصر، ما يفتح آفاقًا جديدة للنجوم والمبدعين لتقديم أعمال فنية تتناسب مع تطلعات الجمهور المعاصر.