أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الخميس، اغتيال يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، في عملية في منطقة رفح جنوب قطاع غزة.
وحملت حياة يحيى السنوار الشهير بـ "أبو إبراهيم" ثلاث مفارقات غريبة، حيث ولد واغتيل في شهر أكتوبر، فضلا عن تجهيزه لعملية طوفان الأقصى وإطلاقها في نفس الشهر من عام 2023.
ويرى مراقبون أن الأقرب لتولي منصبه بعد إعلان إيجابية نتيجة عينة تحليل الـDNA الخاصة بالجثمان الذي تم العثور عليه، هما خليل الحية أو خالد مشعل، كترتيب منطقي داخل الحركة.
من هو يحيى السنوار؟
ولد في مخيم خان يونس في 29 أكتوبر عام 1962، في 1989 حكمت عليه إسرائيل من خلال المحكمة العسكرية في غزة، بأربعة أحكام بالسجن مدى الحياة و25 عامًا أخرى، بعد إدانته بقتل وتعذيب أربعة فلسطينيين أعتبرهم متعاونين مع الاحتلال، قضى منها 22 عامًا حتى إطلاق سراحه من بين 1027 أسيرًا فلسطينيًا آخر في عملية تبادل أسرى عام 2011 مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط.
انتخب رئيسًا للحركة في قطاع غزة عام 2017 ومرة أخرى عام 2021، وفي 2024 انتخب رئيسًا للمكتب السياسي للحركة بعد اغتيال إسرائيل إسماعيل هنية.
وبعد الإفراج عنه في صفقة شاليط عام 2011 عاد إلى مكانه قياديًا بارزًا في حركة حماس ومن أعضاء مكتبها السياسي، وشغل مهمة التنسيق بين المكتب السياسي لحماس وقيادة كتائب عز الدين القسام، بصفته "ممثلًا للكتائب" في المكتب السياسي لحماس.
الهدف الأول لإسرائيل
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، أصبح اغتيال "السنوار" هو الهدف الأول لجيش الاحتلال، حيث تعتبره العقل المدبر لعملية "طوفان الأقصى" التي تمت في السابع من أكتوبر من العام الماضي، وبحسب تقارير صحفية عبرية أصابت القيادات الأمنية والمخابراتية الإسرائيلية الدهشة من طريقة تواصل "السنوار" مع العالم الخارجي من داخل أنفاق غزة العميقة من دون أن تتمكن إسرائيل من كشف مكانه واستهدافه.
وبحسب تقارير فإن "السنوار" يتفادى بشكل كبير استخدام الوسائل الإلكترونية كالهواتف في التواصل، ويستخدم الورقة والقلم فقط وأحيانًا الرسائل الصوتية. وبعد اغتيال القيادي صالح العاروري في بيروت بداية العام الحالي، استغنى السنوار كليًا عن الوسائل الإلكترونية واكتفى فقط بالرسائل المشفرة المكتوبة بخط يده وهي الطريقة التي طورها عندما كان مسجونًا في إسرائيل.
ويسلم السنوار تلك الرسائل إلى عنصر من حماس موثوق به، ومن ثمّ تمر الرسائل على عدة أشخاص قبل أن تصل لعضو في حماس بالداخل. وفي الأخير، يمرر ذلك الشخص تلك الرسائل إلى أعضاء حماس في الخارج عبر الهاتف أو طرق أخرى.
زيجة وطفل وحيد
تزوج في 21 نوفمبر 2011 من سمر أبو زمر، وله ابن واحد يدعى إبراهيم، اعتقل لأول مرة عام 1982 بسبب نشاطه الطلابي وكان عمره حينها 20 عاما، ووضع رهن الاعتقال الإداري 4 أشهر وأعيد اعتقاله بعد أسبوع من إطلاق سراحه، وبقي في السجن 6 أشهر من دون محاكمة. وفي عام 1985 اعتقل مجددا وحكم عليه بـ8 أشهر.
في 20 يناير 1988، اعتقل مرة أخرى وحوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل، وصدرت في حقه 4 مؤبدات (مدتها 426 عامًا).
خلال فترة سجنه تم حرمانه من الزيارات العائلية، وصرّح شقيقه بعد الإفراج عنه أن الاحتلال منعه من زيارة أخيه 18 عامًا، كما أن والده زاره مرتين فقط خلال 13 عامًا.
23 عامًا في سجون الاحتلال
قضى يحيى السنوار 23 عامًا داخل السجون الإسرائيلية، تعلم خلالها اللغة العبرية وألف عددًا من الكتب والترجمات في المجالات السياسية والأمنية والأدبية، منها رواية بعنوان "شوك القرنفل"، وكتاب "حماس: التجربة والخطأ".
في يوم 31 يوليو 2024 أعلنت حركة حماس أن إسرائيل اغتالت رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في مقر إقامته بالعاصمة الإيرانية طهران، وبدأت الحركة انتخابات داخلية لاختيار خلفية لهنية، وأعلنت يوم الثلاثاء 6 أغسطس 2024 أنها اختارت بالإجماع يحيى السنوار رئيسًا جديدًا للحركة.