وصفت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية المتحف المصري الكبير بأنه "أكثر المتاحف التي ينتظرها العالم بشغف"، مشيرة إلى أن الانتظار الذي استمر عقدين من الزمن سيكون مُستَحَقًا لما سيشهده العالم من صرح حضاري فريد.
معجزة معمارية
وأفردت "ذا تليجراف" مساحة واسعة للحديث عن الأبعاد المعمارية الاستثنائية للمتحف، مشيرة إلى أن البناء يعكس حجم الطموح المصري في تشييد صرح يليق بتاريخها.
وأضافت أن المتحف الذي يمتد على مساحة 490 ألف متر مربع، يمثل تحفة معمارية غير مسبوقة في تاريخ المتاحف.
ولفتت إلى أن التصميم المعماري للمتحف يجمع بين العراقة المصرية القديمة والحداثة المعاصرة، إذ يتميز بواجهة شفافة تتيح للزوار رؤية الأهرامات من داخل المتحف، في تناغم بصري فريد بين الماضي والحاضر.
كنوز البشرية
تسهب "ذا تليجراف" في وصف المحتوى الأثري للمتحف، إذ أكدت أنه سيضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون، مشيرة إلى أن هذه المجموعة، التي تضم 5500 قطعة، ستعرض معًا للمرة الأولى منذ اكتشافها قبل قرن من الزمان.
ونقلت الصحيفة عن خبراء الآثار، قولهم إن طريقة العرض المبتكرة والتقنيات الحديثة المستخدمة ستتيح للزوار فهمًا أعمق للحضارة المصرية القديمة وتفاصيل الحياة اليومية للفراعنة.
موقع استراتيجي
ووصفت الصحيفة البريطانية الموقع الاستراتيجي للمتحف في هضبة الجيزة، بأنه "اختيار عبقري" يربط الحاضر بالماضي.
وأشارت إلى أن المتحف يقع على بعد كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة، ما يتيح للزوار تجربة ثقافية متكاملة.
وأضافت أن افتتاح مطار سفنكس الدولي في مطلع عام 2020 أضاف بعدًا لوجستيًا مهمًا، إذ يمكن للزوار الوصول مباشرة إلى المتحف دون الحاجة للمرور عبر وسط القاهرة المزدحم.
تقنيات حديثة
وأشارت إلى أن المتحف يوظف أحدث التقنيات الرقمية، بما في ذلك العرض ثلاثي الأبعاد والواقع المعزز، لتقديم تجربة تفاعلية غير مسبوقة.
وتنقل عن القائمين على المتحف أن الزوار سيتمكنون من "التفاعل" مع القطع الأثرية بطريقة آمنة وممتعة، مما يجعل الزيارة تجربة تعليمية وترفيهية في آن واحد.
كنز البشرية الأثمن
تفرد الصحيفة فقرة كاملة للحديث عن مجموعة الملك توت عنخ آمون، واصفة إياها بأنها "أثمن كنز أثري في تاريخ البشرية"، مشيرة إلى أن المتحف خصص مساحة 7000 متر مربع لعرض المجموعة الكاملة للملك الشاب، بما في ذلك القطع التي لم يسبق عرضها للجمهور.
وأضافت أن طريقة العرض المبتكرة ستتيح للزوار فهم السياق التاريخي والاجتماعي لكل قطعة، وليس مجرد مشاهدتها.
حارس المتحف الأبدي
فيما وصفت تمثال الملك رمسيس الثاني (طوله 11 مترًا ووزنه 83 طنًا ويعود تاريخه إلى 3200 عام) بأنه "أيقونة المتحف وحارسه الأبدي"، وأيضًا "شاهد على عظمة الحضارة المصرية القديمة"، مشيرة إلى أن موقعه في البهو الرئيسي للمتحف يجعله أول ما يراه الزوار عند دخولهم.
خطة افتتاح "مدروسة"
أوضحت "ذا تليجراف" أن خطة الافتتاح التدريجي للمتحف تعكس "حرص مصر على تقديم تجربة متكاملة"، مشيرة إلى أن الافتتاح سيتم على مراحل، بدءًا من 16 أكتوبر 2024، مع الافتتاح الرسمي الكامل المقرر في أوائل 2025.
ونقلت عن مسؤولين في المتحف قولهم إن هذا النهج التدريجي سيتيح اختبار جميع الأنظمة وضمان تقديم أفضل تجربة ممكنة للزوار.
نقطة تحول
واختتمت الصحيفة البريطانية بالتأكيد على أن المتحف المصري الكبير سيمثل "نقطة تحول" في تاريخ المتاحف العالمية.
وتتوقع الصحيفة أن يستقطب المتحف ملايين الزوار سنويًا، مشيرة إلى أنه سيعزز مكانة مصر كوجهة سياحية وثقافية عالمية.
ونقلت عن خبراء السياحة توقعاتهم بأن المتحف سيسهم في زيادة عدد السياح إلى مصر بنسبة تتجاوز 30%، مؤكدين أن "الانتظار الطويل كان يستحق كل هذا العناء".