باتت آسيا الوسطى والتي توصف حاليا بأنها أهم مناطق آسيا الواعدة، بسبب موقعها الجغرافي واحتياطاتها الهائلة من النفط والغاز، محل اهتمام الدولة المصرية لإجراء العديد من الاتفاقات والشراكات مع دول تلك المنطقة.
تجديد دوائر السياسة الخارجية
قال الدكتور محمد فايز فرحات،مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن آسيا الوسطى تعد بوصلة للكثير من الدول، بسبب موقعها الجغرافي حيث تعد منطقة عبور بين أقاليم هامة في آسيا وهي شرق وجنوب آسيا.
وأضاف "فرحات" خلال مداخلة في برنامج هذا المساء مع الإعلامي أحمد أبو زيد، والمذاع على شاشة قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الجغرافيا السياسية لهذه المنطقة ذات أهمية كبيرة، حيث تعد منطقة عبور بين آسيا وأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط.
وأوضح أن آسيا الوسطى تمتلك العديد من الموارد الاقتصادية في مجال الطاقة والنفط والغاز والمعادن الهامة، بالإضافة إلى عبور مشروع الحزام والطريق الصيني في هذه المنطقة.
وتابع أن الاتجاه المصري للانفتاح على هذه المنطقة يتعلق بالتحولات التي يشهدها النظام العالمي، مشيرًا إلى أن مصر تقوم بتجديد دوائر السياسة الخارجية.
وذكر أن دول آسيا الوسطى تتجه للانفتاح على مصر لتنويع شراكتها مع قوى تؤمن بمبادئ الاستقلالية الدولية والسلام والتنمية خاصة وأن مصر تتمتع بمكانة متميزة وثقل إقليمي في محيطها.
وأشار إلى أن دول آسيا الوسطى تأمل في الاستفادة من الخبرات التي تمتلكها مصر في مجال الطاقة وكيفية التعامل مع التنظيمات الإرهابية الكبيرة التي تعاني منها معظم دول آسيا الوسطى.
تنويع السياسة الدبلوماسية
قال إلهام لي الخبير في العلاقات الدولية من الرياض، في الشأن ذاته إن هناك مصالح مشتركة بين مصر ودول آسيا الوسطى.
وأضاف أن التعاون بين مصر ودول آسيا الوسطى يساهم في تنويع السياسة الدبلوماسية لافتًا إلى أن الصين لا تقلق من الشراكات التي تبنيها دول آسيا الوسطى مع الدول الإقليمية المختلفة، خاصة وأن العلاقات الصينية مع هذه الدول قوية على كل المستويات.
وأوضح أن التعاون بين مصر وآسيا الوسطى يعد تعاونًا لوجستيًا، يعود بالنفع على الجانبين خاصة في ظل وجود مبادرة الحزام والطريق الصينية.
وتابع أن هناك تشابه في الثقافات بين مصر ودول آسيا الوسطى مشيرا إلى أن توحيد السياسات الدبلوماسية بين الجانبين ظهر جليًا في الفترة الأخيرة.
وأشار إلى أن هناك أنواعًا مختلفة من العلاقات الدبلوماسية، مؤكدًا أن العلاقة بين مصر وآسيا الوسطى تتميز بالهدوء وتبشر بتعزيز التعاون في كافة المجالات، خاصة مجالي الطاقة والسياحة.