ما بين عالقين في الخارج لا يستطيعون العودة، وبضائع تواجه صعوبة في الشحن، وشركات تستغل الأزمات لرفع الأسعار، تعيش منظومة النقل الإسرائيلية أسوأ فتراتها على الإطلاق منذ إنشاء الكيان، ويرجع ذلك إلى الحرب واستمرار توسعها.
ومر عام كامل على قيام الاحتلال الإسرائيلي بشن هجمات برية وجوية أحدثت دمارًا هائلا في قطاع غزة، ودمرت البنية التحتية بشكل شبه كامل، وتم تهجير مئات الآلاف واستشهاد أكثر من 40 ألفًا، ومنذ أسبوعين وجّه الاحتلال فوهة دانته تجاه جنوب لبنان ليعيد الكرة نفسها مرة أخرى.
وقف الرحلات
وفي أعقاب هذا التوسع وجرائم الاغتيال المستمرة والضربات من حزب الله على المستوطنات الشمالية، بجانب التوقعات برد إسرائيلي على الهجمات الصاروخية الإيرانية، تزايدت الشركات التي أعلنت وقف رحلاتها إلى إسرائيل.
كانت البداية، بحسب مركز الدراسات الإسرائيلية مدار، باتحاد الطيران الأوروبي الذي حذّر من السفر الجوي نحو الاحتلال، وهو ما شجع عددًا من الشركات العالمية لإلغاء رحلاتها لمدد مختلفة بداية من أسبوعين حتى نهاية العام الجاري.
تراجع كبير
وخلال الأسبوعين الماضيين كان هناك 55 ألف مسافر يوميًا عالقين في الخارج ولا يستطيعون العودة إلى إسرائيل ويضطرون إلى تأجيل الرحلة، حيث كان من المعتاد خلال تلك الفترة من السنة توافد مئات الآلاف من اليهود على إسرائيل للاحتفال بالأعياد، لكن الأرقام كشفت تراجعًا كبيرًا.
إذ تبين انخفاض الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، ووفقًا لـ"نيويورك تايمز"، جاء الانخفاض بنسبة 39% من 128 ألف رحلة العام الماضي، إلى 78 ألفًا بانخفاض قدره 43%.
البضائع والسياحة
كانت آخر مرة سجّلت فيها إسرائيل ذروة في السياحة الوافدة في العام 2019، حينما بلغ عدد السياح الإجمالي 4.5 مليون سائح، حتى تلقت السياحة ضربة حادة، في العامين التاليين، بفعل جائحة الكورونا، لكن بحسب التقارير الإسرائيلية فإنه حتى في عامي ذروة الكورونا لم تنهر السياحة إلى هذا الحد، حيث لم يدخل سوى مليون فقط.
كما ارتفعت تكلفة شحن البضائع جوًا إلى إسرائيل بنسبة 30%، بعد أن سجّلت كلفة الشحن البحري من الشرق الأقصى إلى إسرائيل ارتفاعًا حادًا، وصل في بعض الأحيان إلى ثلاثة وأربعة أضعاف، بفعل إغلاق البحر الأحمر في وجه السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.