حالة من الغضب المتبادل بين كل من إسرائيل وألمانيا، بعد ما انتقد وزير السياحة الإسرائيلي تحذير برلين المستمر من السفر إلى تل أبيب، وهو ما أدى إلى انهيار أرقام السياحة، بحسب مجلة "دير شبيجل".
ووصف وزير السياحة الإسرائيلي حاييم كاتس تحذير السفر الصادر عن وزارة الخارجية الألمانية، الذي لا يزال ساري المفعول، بأنه لا أساس له من الصحة، مؤكدًا أن المناطق السياحية في إسرائيل آمنة، وسيبذل قصارى جهده لضمان رفع تحذير السفر.
وقبل عملية "طوفان الأقصى"، كان يصل إلى إسرائيل يوميًا ما معدله 13 ألف سائح من جميع أنحاء العالم، وعقب عملية 7 أكتوبر، توقفت السياحة إلى تل أبيب، وتراجع الرقم إلى 2700 سائح فقط.
وفي عام 2023، سافر نحو 230 ألف سائح من الدول الناطقة بالألمانية إلى إسرائيل، مع وصول المزيد من المسافرين فقط من فرنسا والولايات المتحدة.
ودائمًا ما تحذر ألمانيا من السفر إلى إسرائيل، وجاء في التوصية الأخيرة لتحذير السفر: "إن إطلاق الصواريخ من غزة على جميع أنحاء إسرائيل، بما في ذلك تل أبيب والقدس، مستمر، ويظل الوضع متقلبًا للغاية، ولا يمكن استبعاد توسع الصراع".
وتراجع الطلب على الرحلات الجوية، ورغم أن مطار "بن جوريون" الدولي بالقرب من تل أبيب مفتوح، قامت العديد من شركات الطيران بتخفيض أو إيقاف عروض رحلاتها نتيجة للهجوم والحرب على غزة المستمرة منذ ذلك الحين، وهناك حاليًا 28 رحلة جوية مباشرة أسبوعيًا من ألمانيا.
وبدأت الشركة الألمانية "لوفتهانزا" تسيير رحلات إلى إسرائيل مرة أخرى منذ بداية شهر يناير الماضي، لكن الرحلات الأسبوعية العشرين من وإلى "تل أبيب" لا تتوافق إلا مع نحو 30% من جدول الرحلات المنتظمة.
من ناحية أخرى أوقفت شركة الطيران الأيرلندية منخفضة التكلفة Ryanair في البداية رحلاتها إلى تل أبيب، التي بدأت في الأول من فبراير، اعتبارًا من 27 فبراير الماضي.
كما وجهت ألمانيا رسالة إلى مواطنيها بمغادرة الضفة الغربية المحتلة، نظرًا لتزايد الاشتباكات بين قوات الأمن الإسرائيلية والمستوطنين اليهود والسكان الفلسطينيين، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، وأن الوضع الأمني في الضفة الغربية متقلب للغاية ويمكن أن يتغير بسرعة بعد وقوع حوادث أمنية حادة.
وانخفضت السياحة في إسرائيل بنسبة 73.1% في أكتوبر الماضي، مقارنة بالعام 2022، وفي نوفمبر الماضي، انخفض عدد السياح بنسبة 88.4% عن الفترة نفسها من عام 2022 يناير 2024، ووصل 38 ألف سائح فقط إسرائيل شهر نوفمبر الماضي، مقارنة بـ370,000 خلال الفترة نفسها من عام 2022.
ومع حرب جيش الاحتلال على قطاع غزة، تشهد السياحة حالة من الانهيار مع انخفاض عدد الزوار بنسبة 90٪ في نوفمبر الماضي، وفقًا لوزارة السياحة الإسرائيلية، ويأتي هذا الانخفاض الحاد في الوقت الذي كان مسؤولو الوزارة يتوقعون عامًا شبه قياسي للسياحة بعد التعافي العالمي من جائحة فيروس كورونا.